تشهد سورية مساء اليوم السبت خسوفا قمرياً جزئياً تصل نسبته إلى 80 بالمئة فوق دمشق ونحو ذلك في بقية المحافظات السورية.
ويبدأ الخسوف في سورية في الساعة 10.36 ليلا ويصل إلى ذروته في الساعة 12.10 وينتهي في الساعة 1.44 من صباح يوم الاحد 17 آب الجاري ويمكن مشاهدة كامل مراحل الخسوف من الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وافريقيا في حين يشاهد جزء من الخسوف في الاجزاء المتبقية من آسيا وافريقيا وأميركا الجنوبية.
وتنظم جمعية هواة الفلك السورية أمسية رصد فلكية باستخدام عدد كبير من التلسكوبات بمختلف الأحجام لمتابعة خسوف القمر ورصد الأجرام السماوية الموجودة اثناء حدوث الظاهرة ودراستها علماً بأنه لا تأثير للخسوف على النظر ويمكن مشاهدته بالعين المجردة دون خوف من الأذى.
يذكر أن الإنسان عرف ظاهرتي الخسوف والكسوف منذ آلاف السنين وقد نسجت حولهما الأساطير والقصص الخيالية والتشاؤم من ذلك فهو إما صراع بين الآلهة أو خسارة أو حدوث زلزلة أو كارثة عظيمة أو أن أحد أهالي الأمازون قد رماه بسهم فأصابه بعينيه حيث غاب القمر كي يتعافى ويعود من جديد أو وفاة إحدى الشخصيات.
هذه الحكايات كانت لدى الأمم الصينية والاغريقية والعربية في الجاهلية وسكان أميركا من الهنود الحمر لا بل أكثر من ذلك حتى إننا في بلادنا العربية وحتى منتصف القرن العشرين كان الناس حين حدوث الخسوف يصعدون إلى أسطحة الدور العربية ويمارسون طقساً جاهلياً: النقر على الهاون النحاس أو علب التنك الفارغة معتقدين أن القمر قد حزن أو غضب وهم بذلك يعتذرون له ليظهر من جديد.
بيد أن البابليين قبل الميلاد في بلاد الرافدين قد اكتشفوا دورة الساروس للقمر وهو الفرق بين السنة الشمسية والسنة الكسوفية التي يعود إليها القمر في نفس النقطة بدورانه حول الشمس وميلان دورانه عن الأرض بزاوية مقدارها خمس درجات.
ويحدث الخسوف حين يقع القمر في منطقة ظل الارض على خط واحد مع الشمس والارض والقمر وتكون الارض بين الشمس والقمر.
وظاهرة الخسوف تحدث في منتصف الشهر القمري حين يكون القمر بدرا حيث تحجب الارض ضوء الشمس عن القمر كليا أو جزءاً منه.
و نظراً لأن مستوى مدار القمر بدورانه حول الارض يميل عن مستوى مدار الأرض حول الشمس بزاوية 5 درجات فإن الخسوف الكلي يحدث بمعدل مرتين في السنة.
ويمر الخسوف بأربع مراحل، الاولى: خسوف شبه ظل حين يدخل القمر منطقة شبه ظل الأرض فيبدأ ضوؤه بالخفوت.
الثانية: خسوف ظل الارض الجزئي يبدأ بدخوله ظل الأرض حيث ينحجب ضوء الشمس عن بقعة من القمر بسبب الأرض.
الثالثة:خسوف ظل الأرض الكلي حيث يخسف الضوء عن كامل قرص الأرض الكلي ثم يبدأ القمر وبسرعة واحد كيلومتر بالثانية يخرج من ظل الأرض عبر مراحله الثلاث.
ومن ذلك نجد أن هناك خسوفاً جزئياً وخسوفاً كلياً وخسوف شبه الظل والقمر
جرم سماوي تابع للأرض وهو كوكب صخري قطره حوالي 3500 كيلو متر يكمل دورته حول الأرض كل 29.5 يوماً أرضيا تعكس الشمس اشعتها على القسم المضاء لتصل إلى حوالي 135 درجة مئوية وحين يحصل الخسوف فإن الحرارة تهبط إلى ناقص 99 درجة مئوية .
والخسوف لا يشاهد في كل أنحاء الكرة الأرضية قطرياً على الرغم من حدوثه وهو لا يحدث شهرياً وذلك يرجع إلى مستوى دوران الأرض حول الشمس ومستوى حركة القمر المترنحة فلو كان القمر يدور في نفس دوران الأرض حول الشمس لحدث الخسوف والكسوف شهرياً لكن بميلان دوران القمر بزاوية مقدارها خمس درجات تشكلت العقدتان التي تمر خلالهما الشمس والقمر والأرض مرتين كل سنة.
ولابد أن يسبق أو يلي خسوف القمر كسوف للشمس.
وحدث آخر خسوف للقمر في 21 شباط الماضي وتمت رؤيته فقط في المحيط الهادي والأميركيتين وأوروبا وافريقيا وحدث آخر كسوف للشمس في 31 تموز الماضي وكان جزئيا في سورية
سيريا نيوز