بيسان

بيسان

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قررت بيسان أن تبدأ دورة حياتها من جديد , قطعت عهدًا أمام قلبها وبإرادة قوية من عقلها ,دثرطيف الألم من خيالها, بعد قصتين ألم أبطالها أدم بجدارة مرة منه نزف دمها ومرة أخرى رقص هو على رشق دمعها, سارت حياتها بهدوءِ تام أيام تجر أيام ,العقارب منتظمة وخلاياها يسودها السلام, إلى أن أيقظها القدر, بهوى جعلها تمزق الرقعة التي رددها عقلها وقلبها دومًا, سأعيش بلا آدم

ذات يوم وبينما بيسان تُنهي عملًا بين يديها بالمستشفى مر أمامها مجموعة من الأطباء لم يكن الأمر غريبا في البداية ,الأ حين لمحت بيسان بينهم شاب يرتدي البياض وكأنه وجه طفل أحست بحنينها إليه ,وكأنها تعرفه من سنين خلت, لم تتأرجح عيناها يُمنة ويسرى بقيت معلقة بطيفه ,ذاكرتها تحمل وميض من عيناه وتحمل تلك الضحكة التي علت شفتاه, لم تفكر يومها بشيء سوى به, لم تسأل ذاتها هل انتبه لتركيز نظري عليه؟ هل مررت ولو كموجة في تعاريج ذاكرته؟ بدأت تسأل من هو؟ بأي قسم يعمل؟ ما أسمه ؟كم عمره؟ ولما هذه الفرحة تقفز من قلبه؟ لم تدرك بعد لما كل هذه الأسئلة ؟عن ذاك الذي سلبها الوعد الذي قطعته ,حتى إن ذخائر ضميرها لم تؤنبها على تجاوزها الخطوط الحُمر, مر يومها وسحابة التفكير به مازالت تُمطرها, أطل الصبح شهيا ب عينها ,رغم كرهها للنهوض مع أول خيوط الفجر, ذهبت لعملها وظلت ترقُب الممرات التي تمر بها ,علها تلمح ذاك الشاب الذي سمرته سطرت صفحة بقلبها وطول قامته يكتبها نبضها ,وتتالت الأيام ولم تره, أخذت تقول لعله زائرًا ولن يعود ,لكن شيء ما داخلها يحدثها أنها على موعد قريب معه, و لم تشأ أن تسأل أحدًا وأن همت لفعل ذلك فما أسمه لكي تعمل خيوط الاستشعار وتسلمها تقريرًا مُفصلًا عنه ,وأخيرا استسلمت رغما عنها مُجبرة لا مخيرة, فقد تم نقلها إلى مستوصف صغير يتبع للمستشفى الأم , فقد كانوا بحاجة مؤقتة لوجودها مر شهر وخيال سمرته التي ترويها تسكن جوانحها, ولم يكن يطمئنها الأ أنها فترة مؤقتة وستعود أدراجها, ولكن بعد أن تعود من إجازتها الصيفية , هذه الأيام تستعد للسفر لأجل ذلك اضطرت لزيارة سريعة للمستشفى الأم, قبل موعد السفر بيوم, لتحضر دواء والداتها فقد سافرت قبلها وقبل أن تأخذه معها, توجهت لصيدلية المستشفى كان أحدهم يعطيها ظهره بداخلها خلف الشباك الزجاجي لواجهة الصيدلية , نادته لو سمحت أدار ظهره وأصبح بمواجهتها ولم يكن سوى ذاك الشاب الأسمر حينها لو هبت ريح ما استطاعت أن تقلع جذورها من مكان وقوفها , ولم تكن تدري هل قلبها ينبض بجسدها أم بين يداه ,اعتقدت أن تسمرها أمامه كبلهاء سيجعله ُيثير نظرة استغراب تُعلو وجهه الذي يتشرب بجاذبية لا تقاوم ,هو أيضا من غير أدراك منه وقف ساهمًا, تآلفا بالنظرات والصمت يشل سمعهما وحركتهما لولا تدخل صوت مريضُ آخر , أنهى هذا الشرود, التفت هو إليه ووكل أمره لزميله ,وحتى لا يطول الصمت أعطته الوصفة
وسألته هل أنت جديد هنا؟
وهل يفترض أن أجيب؟
قالت باستحياء لا,
نعم أنا جديد هُنا ,
خبئت فرحة بعينها أستطاع أن يترجمها
لما تسألين؟
لأني أعمل هُنا
حقا لم ألحظك أخبرته
بما حصل معها ,أعطاها الدواء وهمت بالانصراف
قال لها بعينان خجولتان هل سأراك ثانية؟
أجابت بنظرة يملأها الفرح
عائدة بعد انقضاء أجازتي الصيفية
ودعته بعدما تركت قلبها بين حناياه لا تدري متى دارت هذه الدورة حتى أصبح خياله يسكنها,يومها و كأنه غُيب نظرها فلم تلحظ ما سيفقدها عقلها لاحقًا,ولا حتى تلك البطاقة المعلقة على صدره حاملة أسمه ,غابت ما يزيد عن شهر والحلم الذي تحمله يكبر في أوردتها ويثخن مجاري الدم لديها تحدثت معه بضع دقائق وما تترجمه ذاكرتها يفوق الساعات بل الألف منها ,عادت والشوق لرؤية الودعة التي سكنتها كان قد تراكم كالموج المنحشر الذي يتوق لمس رمل الشاطئ الدافي, آه كم دورة دارت حين رأته, وكأن الناس اندثروا والعالم زُف للموت غذت عيناها بوجهه وتفاقم أملها,إذن ماذا تفعل لتراه كأن تلك الصيدلية أصبحت معلمًا يجب أن تزوره وحُجج تلي حُجج ,عرفت أسمه هو دكتور /طارق تتابعت الأيام وهي تصطاد الفرص لتلقاه وطارق يبتسم ينشد بقوة لها تخاله يطير كطير السنونو نحوها, ومع ذلك لم يحرك ساكنا وكأن شي يشده بعيدًا عنها, أصابت خلايا حِسها الكمد من تعاقب الأفكار, وزحف حبه كالسلحفاة وتسأل هل يريد مني, أنا أبوح وأصرخ في وجهه أني لك أحب ,وبك أهيم , أقف ب شباك غرفتي كل يوم, أطالع الأفق أراك ملاكًا تنظر إلي ,وأدعو( ألهي هذا فرحي أمنحني إياه), طالت الحال وطارق في سبات كأن طلاسم صمته تصب وجعا مميتًا بقلبها, تصبرت وتصبرت ,
وذات يوم سلمت عليه والدمعة ترتسم بملأ جفنها يبدو منظر دمعها حرك الهرم الذي يعتلي قلبه , لم تكن تستطيع النظر بكلتا عينيه ف له من السحر ما يُذهب بصرها ,ويحيل خد وجهها لوحة حمراء,
قال: بيسان كنتِ كالشمس حين رأيتك أول مرة وظلت عيونك دفئا تمنحني حتى أذابت ما كنت اسميه بقلبي حُبًا
سمعت ذلك و كأن السماء أطبقت قوتها عليها, لم يكترث وأكمل
بيسان أعلم كم أحببتني وأنا أحببتك بل أملي ينطق من بسمة تعتمر جنونكِ,لكن قد أعميتي بصرك عن هذا الخاتم اللعين الذي يقبع بيدي, أنا خاطب وموعد زواجي قد أقترب, بيسان أذبتي مي من قلبي ولانت حبال الهوى وسكنت بعيناكِ ,لكن مي بقيت ماء بجسدي ,هي ابنة عمي لن أستطيع تركها
تضائل شعاع الأمل بقلب بيسان وأقفر وجهها,تحسست الخاتم بعيناها وهي تدفع عجز أصابها خلف ستار صدمتها,نظرت إليه قائلة بدمع حجمه بحجم حبات الكرز,تحاول منع تساقطه أمام المارة في طرقات المستشفى
قالت إذن هي مي , آه وآه يا مي أسمك المكون من حرفان فتكا بي دمرا حُلم أنثى لها من حروف أسمها خمس غلبتني ذات الحرفين, حلمي استقرت أحرفه الخمس بحضنها وأحرفي الخمس سترحل ك قطعة ثلج تأن, سألته ببسمة متهالكة, كم كان يجب أن يكون لي من الأحرف أكثر من خمس أم أقل من الصفر حتى أفوز بحب لم أبحث خلفه هو من احتضنني هو حب تشابك مع ذرات روحي؟

ودعته بيسان بعد أن خلفت بروحه مزيج حارق من دمعها, وقُبلة طبعها وداعه بذاكرة أيامها ,خلفت وراءها حب لم تحظى منه سوى لهفة شوق أتعبتها ,وأيام انتظار حرقتها ,و ستحرقها عمر آخر يحمل لها مزيد من المرار, هذه المرة القدر قلب صفحتها ,هذه المرة لو لاحت لها مجرة بأكملها يملأها الأمل ويدور بمدارها الحب, سيبقى ألم حبُ طارق نجمًا ثقب الذاكرة و أحرق ما دونه أعتلى سقف ذاكرتها وأفترش أرضها.

قصةرائعة سلمت يداكي

الله يسلمك شاعرالاحاسيس وشكرا لمروك الكريم

مشكورة دلال القصة حلوة

شكرا لمرورك الكريم ملوكة

سا محيني رحح اقراها بعدين لاني بشغلي

بس اكيد اذا متل قصصك رح تكون حلوة