قصتى مع الخاتم الدمشقى

زرت دمشق صيف العام2008ولم تكن زيارتى كمهجر من بلدى او هارب من اتون حرب طائفية مفتعلة ولم اكن ابغى الوقوف فى طابور طالبى اللجوء من (الامم المنتحرة).لاولكن ماعاد فى بغداد مايشرح الصدر فالاحبة بين مهاجر من الوطن وراحل عن الدنيا ومنتطر لايبدل تبديلا فشددت االرحال وتوجهت الى المنفذ الوحيد وبصيص الامل الوحيد الذى نرى من خلاله العالم.دخلت الى دمشق وعشت فيها ثلاثون يوما بالتمام فوالله الذى ليس هنالك اله غيره ماشعرت بالوحدة ولابالغربة اين ماذهبت واينما يممت وجهى لم اجد سوى الاهل والاحبة حتى جاء اليوم الذى دخلت فيه على صائغ فى دكان فى سوق الحميدية وقد عجبنى خاتم واردت شراءه فما ان عرفنى الصائغ اننى من العراق حتى صار يزدرينى بالكلام الجارح وان العراقيين(زاحمونا فى حياتنا وقطعو ارزاقنا)قطعت عليه كلامه وخرجت وفى قلبى غصة حرى ولكنى سرعان ماوجدت الخاتم فى دكان اخر بجانب الاول ,فدخلت وكانت تبدو علي ملامح الانزعاج والحسرة فحس بي ذلك الشاب الوسيم وكنت قد طلبت من ان يزن الخاتم لااعرف ثمنه ولم انتبه اننى حتى لم القى السلام .فقال لى الشاب اجلس واسترح ثم نظر الى بابتسامة وقال(يلعن ابو اللى زعلك)فاجبته على الفور (اذن الله يلعن ابو صاحبك اللى جنبك)فارتعدت اوداجه ونهض من مكانه وقال لى (استحلفك بالله ان تخبرنى ماذا حصل؟)فسردت له الموضوع واذا به يخرج منتفضا ويركل باب الدكان الذى كنت فيه ويدخل على صاحبه فيمسك به من ياقة قميصه ويسحبه خارج دكانه ويقول له (اذا كنت حضرتك لاجىء فى بلدى فالعراقيين ضيوفنا ولولا العيب اللى انته ماتعرفو كنت فرجيت عباد الله عليك وانا اسحبك على وجهك طول وعرض السوق).وقتها نزلت دمعتى دونما اشعر والله, فكم تمنيت ان يكون الرجل ليس بسورى والحمد لله كان ماقد تمنيت .التفت الى الشاب وقال على مهلك يارجل فوالله ماعاش اللى يهين العراقى واللى يهينكم اما مابيعرفكم او حاقد عليكم لان ماعندو عزة نفس كيف ماانتم.اخذت الخاتم منه وقبلها طلبت منه ان ينقش اسمه على الخاتم فضحك ولم يصدق الامر الا انى كنت مصرا على هذا فسألنى السبب.فقلت له يااخى عندنا مثل يقول( ان ابن ادم يخازى مايجازى) فاردت ان تكتب اسمك حتى اذا صادف يوما انى رأيت سوريا فى بلدى فى موقف لايحسد عليه سيذكرنى اسم (بسام) فأقف الموقف المشرف الذى وقفته وليس بين الاخوة رد جميل.وها انا اليوم انظر الى الخاتم واذكر الخزى والعار الذى تفعله حكومتنا مع بلد (بسام)بلد الاسد المفترس لكل من يحاول مس العراقيين.تلك الحكومة التى ضاقت بها الارض يوما من الايام مهما رحبت ولم تجد صدرا اوسع لها من سوريا.فها انا اليوم يااخى بسام اعتذر لك وانظر لخاتمك واقول لك انهم ليسو عراقيين وماعاش من يمس سوريا فما هم الا لقطاء القرن الحادى والعشرين وسيسحبهم التاريخ يوما ما من ياقة قميصهم وسيسحبهم على وجوههم حتى يرمى بهم فى مزبلته وستبقى سوريا كما هو خاتمك ذهب يسطع نوره وسيبقى اسمها محفورا فى قلوبنا كما نقشت اسمك فى خاتمى..جيفـــــــــــــــــــــــــــــارا