السيرة الذاتية C.v

يحكى أن رجلاً وجد نفسه ذات مرة وهو مسافر في القطار في مقصورة واحدة مع الفنان العالمي الشهير بابلو
بيكاسو، وما أن تيقن الرجل من ان زميله في الرحلة هو بيكاسو حتى قرر انتهاز هذه الفرصة الذهبية التي لن
تتكرر فطلب من الفنان أن يرسم له “بورتريه”. ويبدو ان بيكاسو لم يناقش طويلاً في الأمر، وشرع في تنفيذ
الطلب وما هي الا دقائق حتى دفع له بورقة عليها “بورتريه” الرجل بريشة بيكاسو. حدّق الرجل في الرسم سعيداً
بما يرى، ثم سأل بيكاسو: كما تريدني أن أدفع لك مقابل ما فعلت.. فأجاب الفنان على الفور ذاكراً مبلغاً
بآلاف الدولارات. اندهش الرجل من هذا المبلغ الكبير، وقال متلعثماً: كل هذا المبلغ لقاء خمس دقائق من
العمل؟!.. فرد بيكاسو: نعم، خمس دقائق من العمل ولكن ضف عليها عقوداً من الخبرة!

لا غرابة، إذاً، أن يعتز الناس بخبراتهم، من رأى أكثر وخبر الحياة أكثر هو كقاعدة اكثر قدرة على اتيان
العمل من الشخص الذي يلج “الصنعة” للمرة الأولى حتى لو كان متفوقاً في الكفاءة والموهبة، فحتى هذا
المتفوق بحاجة لاكتساب الخبرة ممن هم أقدم منه، للإمساك بمداخل العمل أو الحرفة التي يفد اليها. وميزة
الخبرة انها تكسب المرء القدرة على المقارنة بين الحالات، فهو يقدر ما السلوك المناسب ازاء كل حالة من واقع
خبرته الطويلة.

ولا غرابة كذلك في ان المؤسسات والدوائر تفضل حين تسعى الى شغل الوظائف الشاغرة من لديهم خبرة في
المجال المطلوب على من يلجونه للمرة الأولى، بل ان بعض هذه المؤسسات تتمادى في اشتراطاتها فتقول انه
يلزم للمتقدم ان تكون لديه خبرة لا تقل عن خمس عشرة سنة أو عشرين سنة.. وأصبح المرء مطالباً دائما بأن
يحمل في حقيبته نبذة ذاتية عن حياته العلمية والعملية، مرفقة بصورة عن الشهادات والمؤهلات التي نالها ودورات
التدريب التي اجتازها، وكذلك شهادات من المؤسسات التي عمل فيها. ولأننا أميل الى تقدير الكم اكثر من الكيف
فكلما زاد عدد الأوراق “ملت العين” وأعطت الانطباع بأن مؤهلات المتقدم اكثر، ولكني لو دققت في كثير من
هذا “الكم” لوجدت ان الجزء الأكبر منه لا يغني ولا يسمن من جوع.

أمر هذه الأوراق لا يختلف كثيراً عن أمر النبذ التي تصادفها في الندوات أو اللقاءات أو المنتديات عن المشاركين
فيها، ويلاحظ انه كلما علت المكانة العلمية والاسهام المعرفي للشخص قلّ عدد اوراق النبذة التي يوزعها عن
سيرته، وكلما زاد عدد هذه الأوراق المسودة ببيانات لا تزيد من قيمة صاحبها خردلة، وجدت انه يعوض عن خوائه
العلمي والعملي بالاكثار من تعداد اللجان التي هو عضو فيها أو اللقاءات التي صدف ان حضرها بحيث لا تفوته
شاردة ولا واردة إلا ودونها.

لم يكن بيكاسو بحاجة لتعداد أسماء اللوحات التي رسمها ليفحم الرجل الذي رسم له البورتريه.. ومثل بيكاسو
مثل أي موهوب يكفيه ان يذكر اسمه من دون حاجة الى “سي.في” التزكية!
منقولdo not wary

بالفعل
جزاك الله خيرا

alright فعلا للخبرة أهمية وسعر

رنيم ونورا شكرا على مروركم