منتدى شاعركم
أهلا بك عزيزي الزائر في منتدى شاعركم للشعراء والهواة العرب. إذا كنت مسجلا لدينا نرجوا الضغط على الدخول وإذا كنت غير مسجل نرجوا الضغط على زر التسجيل. نتمنى لكم طيب الإقامة.
منتدى شاعركم
أهلا بك عزيزي الزائر في منتدى شاعركم للشعراء والهواة العرب. إذا كنت مسجلا لدينا نرجوا الضغط على الدخول وإذا كنت غير مسجل نرجوا الضغط على زر التسجيل. نتمنى لكم طيب الإقامة.
منتدى شاعركم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشاعر عبد الحليم العقاد ... الإبراهيمي ... منتدى عام متخصص بالشعر والشعراء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلا وسهلا بكم في منتدى شاعركم .. منتدى الشعراء والهواة العرب .. منتدى شبابي .. يضم كافة الأقسام التي تهم الشباب . نتمنى لكم قضاء أمتع الأوقات                                                                                                           .
نود التنوية للأخوة الأعضاء بأننا بحاجة لمشرفين ومشرفات إلى جميع الأقسام .. ولمن يجد في نفسه الكفاءة أن يضيف ردا في موضوع الترشيح للإشراف في منتدى التواصل الدائم                                                              

 

 الشهيد البطل

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Syrian Man
عضو ممارس
عضو ممارس
Syrian Man


ذكر عدد الرسائل : 187
مكان الإقامة : مع كفيلي
السٌّمعَة : 0
نقاط : 12378
تاريخ التسجيل : 17/12/2007

الشهيد البطل Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد البطل   الشهيد البطل I_icon_minitimeالأحد 27 يناير 2008 - 1:25

من أجمل ما قرأت


عقارب الساعة تكاد تتجاوز الثانية ظهراً ، يلملم حاجياته مسرعاً ؛ فلم يتبقى على بدء حظر التجوال سوى ساعتين . .

يجب أن يخرج من المكتب قبل أن تزدحم الشوارع بالعائدين إلى بيوتهم ؛ فمازال أمامه المرور على طفليه لإحضارهما من المدرسة ، ثم شراء مستلزمات البيت حتى الغد ، ثم السير لأكثر من عشرين دقيقة فالباص لا يمر إلا بالشوارع الرئيسية . . إنها معاناة كل يوم .


يخرج من المكتب متعجلا ؛ يتجاهل حتى رد السلام ؛ فربما يجره رد السلام إلى ثرثرةٍ لا طائل منها سوى التأخير و إضاعة الوقت .


- الحمد لله لم يتأخر الباص ؛ سأصل إلى المدرسة قبل خروج الأطفال .

- ما شاء الله . . مقعدان خاليان بالباص . .

أعتقد أن الجلوس بجوار هذا الصبي الصغير سيكون أفضل من الجلوس بجوار السيدة .


تفحص الصبي سريعاً . . فلم يرى إلا جسده النحيل ؛ إنه لا يتجاوز الخامسة عشرة ؛ ولكن لماذا يدور ببصره من خلال النافذة و كأنه يبحث عن شيء ما ؟ إنه حتى لا يشعر بوجودي . .

بماذا يتمتم ؟ . . لعله يهمس لنفسه بكلمات إحدى تلك الأغنيات الغريبة التي يسمعها الصبية هذه الأيام . .

أفضل شيء أن أحاول الاسترخاء قليلاً . . فمازال الطريق طويلاً ، وأنا أشعر اليوم بأنني منهكٌ تماماً .


التفت الصبي إليه فجأة ، وكأنه يتساءل : منذ متى وأنت هنا . .

بادله بنظرة ترحاب ؛ تجاهلها الصبي ؛ ليعود إلى النافذة

- من الواضح أن هذا الصبي غريب الأطوار . .

ربما يمر بأزمة عاطفية ؛ أو ربما هي أعراض الحب الأول . .

و قبل أن يهمّ بالضحك في أعماقه . . التفت إليه الصبي فجأة . .

- هل ذقت طعم الموت يا سيدي ؟

- ماذا ؟ . . طعم ماذا ؟ . .

قالها متعجباً فزعاً من هذا السؤال المفاجئ

- الموت يا سيدي . .

شعر بأن كلمة ( غريب الأطوار ) كانت مجحفة لشخصية هذا الصبي . . و لكن لا بأس ؛ فالحوار يقتل دقائق الانتظار للوصول إلى المدرسة . .

- و ماذا يعرف صبيٌ في مثل عمرك عن الموت ؟

- ليس أكثر مما تعرفه أنت يا سيدي . . و ليس أقل

فماذا تعرف أنت عن الموت ؟

- الموت يا بني . . الموت هو الموت

- هل رأيت يا سيدي ؟ نحن لا نعرف شيئاً عن الموت ، فمن منا يستطيع أن يصف ملامح الموت ؟

وكذلك الموت . . لا يعرفنا . . فهو لا يميز صغيرنا من كبيرنا ، ولا ضعيفنا من قويّنا ، ولا فقيرنا من غنيّنا

يا سيدي نحن و الموت كمسافرين في قطارين متعاكسين . . لا نلتقي إلا للحظاتٍ معدودة ؛ لا تكفي للتعارف

- صدقت يا بني ، ولكن من في مثل عمرك لا يتحدث عن الموت

- ولماذا يا سيدي ؟ الموت سلعة بائرة لا يشتريها الكبار عندما يجب عليهم ذلك . . لذا يجدها الصغار في الأسواق بأرخص الأثمان .

- ربما ! !

قالها مفضلاً قطع هذا الحوار السخيف ، و متعجباً من هذه الفلسفة الغريبة التي ورطته الصدفة في الإنصات إليها.


أعاد الصبي النظر من النافذة ، ثم ما لبث أن التفت ثانيةً إليه . .

- لم تجبني يا سيدي ؟

- بماذا يا بني ؟

- هل ذقت طعم الموت ؟

- يا بني : الموتى فقط هم من يذوقون طعم الموت ، أما الأحياء فلا .

- يا سيدي : الموتى لا يتذوقون . . إنهم موتى ؛ ألا تفهم ؟ إنهم موتى . .

- يا بني : إذا كان الموتى لا يذوقوا طعم الموت ، فكيف تدّعي أن الأحياء يذوقونه ؟

- لأن الأحياء هم من أنعم الله عليهم بالإدراك . . لذلك فهم يتذوقون

- و لكن . . ألم تقل يا بني أننا لا نعرف شيئاً عن الموت ؟

- صحيح يا سيدي . . و لكننا نستطيع أن نشم رائحته ؛ أن نذق طعمه

- كيف ؛ و نحن لا نعرفه ؟

- يا سيدي :

عندما تخرج من بيتك كل صباحٍ تتلمّس الموت . . تذق طعمه

عندما تجوب الشوارع و الطرقات تفتش عن الموت . . تذق طعمه

عندما تطارده بجسدك الضعيف غير مبالٍ . . تذق طعمه

عندما تشعر به يفر من أمامك مذعوراً . . تذق طعمه

عندما تجده أجبن من أن يحصدك . . تذق طعمه

عندما تعود إلى دارك آخر النهار مهموماً لأنك لم تمسك بالموت . . تذق طعمه


يا سيدي . . عندما تخرج لسانك للموت . . تذق طعم الموت


- نظر إلى الصبي مرتاباًً و قد سرت بأطرافه قشعريرة باردة . . ربما يكون به مساً . .

نفض الفكرة عن ذهنه سريعاً . . ربما الحديث عن الموت هو ما يفزعه ، ولم لا ؟ فالنفس البشرية تجزع من الموت . .

و لكن ما بال هذا الصبي يتحدث عن الموت و كأنه صديقٌ حميم يعرفه جيداً ؟ هل يكون روحاً ؟!!

ما هذا يا رجل ؟ هل تفقدك عباراتٍ بلهاء يهذي بها صبيٌ مخبولٌ صوابك .


تمنى لو يعاود الصبي حديثه ، فربما قطعت الكلمات هذا السيل من الأفكار البلهاء التي تحاصره . .

و كأن الصبي يتعمد أن يدعه لأفكاره تعبث به . . مكتفياً بالنظر من خلال نافذته .

حاول مجاذبة الصبي أطراف الحديث مرة أخرى

- إلى أين أنت ذاهبٌ يا بني ؟

- إلى داري

- هل كنت في المدرسة ؟

- لا

- هل تعمل ؟

- نظر إليه الصبي نظرات استهزاء ٍ . .

أبي لا يجد عملاً . . و كذلك أخي الأكبر

- إذن من أين قدمت ؟

- من بيتي

- ألم تقل منذ لحظات أنك في طريقك إلى بيتك ؟

- لا يا سيدي . . و إنما قلت أنا في طريقي إلى داري

- تراقصت الحيرة في عينيه مغلفةً كلماته :

قادمٌ من بيتك . . و في طريقك إلى دارك ؟

- نعم يا سيدي . . قادمٌ من بيتي و في طريقي إلى داري . . ما الغريب في هذا ؟

- لا شيء يا بني . . لا شيء


شعر بالرغبة في النهوض سريعاً . . بالتأكيد هذا الصبي ليس طبيعياً . .

تمنى لو يسرع هذا الباص قليلاً لينهي هذا العبث . . تمنى لو لم يستقل هذا الباص ؛ لم يره . .

أحس بالندم لأنه لم يرد السلام على زميله أثناء خروجه . . ربما شغلهما الحديث حينها فيعمى عن رؤية هذا الباص اللعين .


- و كأنما أدرك الصبي أنه قد نال منه . . فتحركت ملامحه الجامدة ليمتلأ وجهه لأول مرة بابتسامة مودة :

هل لديك أطفال يا سيدي ؟

- نعم ؛ لدي ( نضال ) عمره ثماني سنوات ، و ( جهاد ) عمرها ست سنوات ، و ( صلاح الدين ) عمره ثلاث سنوات .

- قَرَّ الله بهم عينك

- و أدامك الله لأهلك سالماً يا بني

- عندما يكبر أطفالك يا سيدي ؛ عندما ينضجون ؛ عندما يفهمون ؛ عندما يسألونك عن الموت . .

قل لهم يا سيدي . .

ما أحلى طعم الموت


- لم يمهلني الوقت للتفكير في معنى كلماته ، فقد صرخ فجأة مستوقفاً السائق ، ونهض مهرولاً إلى الباب الأمامي حتى كاد أن يزيحني من مقعدي . .


وقبل أن يهبط من الباص . . توقف فجأة وكأنه نسي شيئاً هاماً ، نظر إلى السيدة التي بجواري ؛ عانقها بعينيه ؛ قبّل يديها و سألها الدعاء . . أطالت النظر إليه و كأنها تحفر ملامحه في ذاكرتها ؛ احتضنته بعينيها ؛ خبأته في صدرها ؛ طبعت على خديه قبلة عميقة . .

رسم على شفتيه ابتسامة راضية و هبط من الباص مسرعاً . .

أخذ يعدو في الطريق كالصاروخ المنطلق يخترق الزحام . . لا أدري لماذا أو إلى أين ؟


إنه فعلاً صبيٌ غريب . . حتى أفكاره و كلماته غريبة مثله .

انطلق الباص . . نظرت إلى السيدة أفتش في ملامحها عن سر هذا الصبي . . لقد تصلبت ملامحها حتى بدت كالموتى . .


لم تمر سوى لحظات . . حتى دوى صوت انفجارٍ هائل . . توقف الباص فجأة ، نهض كل من بداخله يتطلعون إلى الخلف . .

لقد كانت سيارة عسكرية تحترق ككومة من القش . .

قطع صمت الجميع بالباص زغرودة طويلة أطلقتها تلك السيدة . .


لقد كانت أم الصبي . . أبت إلا أن تصحبه إلى حفل عرسه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مالك الحزين
عضو فعال
عضو فعال
مالك الحزين


ذكر عدد الرسائل : 953
العمر : 42
مكان الإقامة : الرياض
السٌّمعَة : 0
نقاط : 12475
تاريخ التسجيل : 27/10/2007

الشهيد البطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد البطل   الشهيد البطل I_icon_minitimeالأحد 27 يناير 2008 - 18:55

حزين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
يا مال الشام
عضو ممارس
عضو ممارس



انثى عدد الرسائل : 111
العمر : 39
مكان الإقامة : في ظلال الياسمين
السٌّمعَة : 0
نقاط : 12370
تاريخ التسجيل : 20/12/2007

الشهيد البطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد البطل   الشهيد البطل I_icon_minitimeالأحد 27 يناير 2008 - 19:20

Syrian Man
شكرا على القصة الرائعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنيم
Super Star
Super Star
رنيم


انثى عدد الرسائل : 3835
العمر : 36
السٌّمعَة : 1
نقاط : 12440
تاريخ التسجيل : 15/11/2007

الشهيد البطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد البطل   الشهيد البطل I_icon_minitimeالإثنين 28 يناير 2008 - 7:13

قصة تقشعر لها الأبدان يبكي أو حزين جدا
جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد البطل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شاعركم :: عالم جميل :: في جعبتي قصة-
انتقل الى: