ذكريات دمشقية في أفكار حمصية

شممت تربك لا زلفى ولا ملقى *** وسرت قصدك لا خباً ولا مذقا

وسرت قصدك لا كالمشتهي بلداً *** ولكن كمن يشتهي وجه من عشقا

وما وجدت إلى لقياك منعطفاً *** إلا إليك وما ألفيت مفترقا

وكان قلبي إلى رؤياك باصرتي *** حتى اتهمت عليك العين والحدقا

كانت تلك الكلمات من أجمل ما قيل في دمشق للشاعر الجواهري
===================

كما يعشق الحماصنة مدينة حمص, فإنهم يعشقون المناطق السورية جميعها, كل مدينة وكل قرية, في كل بلد لهم صديق, وذكريات جميلة, منهم من كون تلك الصداقات أيام الدراسة أو خدمة العلم, أو اجتمع مع أبناء وطنه في الغربة فأصبح يحب بلدتهم على محبتهم..

أما دمشق عاصمتنا السورية, فإن لها مكانة خاصة في قلوب الحماصنة, ومن منا لا يسعد بزيارة إلى دمشق في كل أوقات السنة, ففي حرها القائظ يهرب إلى مصايفها في بلودان والزبداني ومضايا, وفي بردها القارس يذهب ليشاهد الثلوج تغطي جبالها ومرتفعاتها, لدمشق سحر خاص لا يعرفه إلى من عاش فيها, وشرب من فيجتها, وصعد إلى قاسيونها الشامخ..

لا أعلم تماماً ماهي قصة عشقي لهذه المدينة, ربما لأني قضيت فيها أجمل سني عمري , لا زالت تلك الأيام الرائعة في مخيلتي إلى اللحظة, ولازلت أشعر بنسمات دمشق تهيج الحنين في قلبي وتضرم الشوق في صدري..

في دمشق كل شيء, وكلما غصت في أعماقها وجدت أصالة الدمشقي الحقيقي, يشتهر الدمشقيون بالدماثة واللطف, ورغم كل ما يقال عنهم, إلا أن الأصل الطيب والمعدن الصافي هو الأساس في تركيبة ابن دمشق..

عندما تمشي في حارات دمشق وأزقتها تشعر نفسك أمام كتاب كبير للتاريخ, فمن هنا مر الأمويون وهنا شيدوا وهنا بنوا, لا يزال الجامع الأموي الكبير شاهداً على عراقة وتاريخ حافل لهذه المدينة, ولا تزال حارات دمشق القديمة بضيق أزقتها ووسع بيوتها, تشعرك بالدفء والحنين إلى الماضي..

كانت من أكثر المتع لي في دمشق أن أخترق شارع الحميدية متوقفاً مع بعض البوظة العربية, حتى يصل بي المطاف إلى جامع بني أمية الكبير, أتوضأ من بحرته, وأصلي ركعتين في باحته مع صوت هديل الحمام, ثم أتوجه إلى تلك الحارات الرائعة من قهوة النوفرة إلى سوق القباقيب إلى قصر العضم, وعبق الماضي يبعث في النفس بهجة وسعادة.

لا تزال طرقات الشعلان وأبو رمانة والمالكي والمهاجري وركن الدين والحمراء والصالحية والمزة والبرامكة والميدان والقصاع وباب توما, تحمل في كل ركن ذكرى سعيدة, ولا تزال دمشق تحتل المركز الثاني في قلبي بعد حمص مباشرة..

ربما كانت المناسبة غير سعيدة (قصف دمشق عام 1925م من قبل الفرنسيين), لكنني شديد التأثر بكلمات أمير الشعراء عندما خاطب دمشق حينها قائلاً:

سلام من صبا بردى أرق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق

رباع الخلد ويحك ما دهاها *** أحق أنها درست أحق

وللمستعمرين وإن ألانوا *** قلوباً كالحجارة لا ترق

وللحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق

موضوع رائع أختي رنيم .. ومن منا لا يحب دمشق وكل قطرة من ماء الفيجة
يا الله سبحان الله على نكهة مياه الفيجة ومن لم يذوقها لم يعرف طعمها
(يمكن لأنو تعودنا على الغش وأنهم بحطو فيها كلور بس بضل من طعم دمشق)
شكرا إلك على الموضوع مرة ثانية أختي الكريمة

إيه والله سدقت بس قصدك من كتر التلوث مظبوط ؟؟

الله يسامحك فتحتي جروحي آه آه

حبيبتي يا شام

سلا متك شكرا لمرورك

لم أستطع إلا إن أشارك وأشكركي على الموضوع الرائع
تحياتي

يحضرني قول الشاعر في حب دمشق

هَذي دِمَشْقُ.. وهَذي الكَأْسُ والـرَّاحُ
إنّي أحبُّ... وبَعْـضُ الحُـبِّ ذَبَّـاحُ
أنا الدمَشْـقِيُّ .. لَوْ شَرَّحْتُمُ جَسَـدِي
لَسَـالَ مِنْـهُ عَنَـاقِيـدٌ.. وَتُـفَّـاحُ
وَلَـوْ فَتَحْـتُمْ شَـرَايينِي بِمِدْيَـتِكُـمْ
سَـمِعْتُمُ فِي دَمِي أَصْوَاتَ مَنْ رَاحُوا
زِرَاعَةُ القَلْبِ تَشْفِي بَعْضَ مَنْ عَشِقُوا
وَمَا لِقَلْبِي ـ إذا أحْبَبْـتُ ـ جَـرَّاحُ
مَـآذِنُ الشَّـامِ تَبْكِـي إِذْ تُـعَانِقُـنِي
وَ لِلمَـآذِنِ .. كَالأشْـجَـارِ.. أَرْوَاحُ
لليَاسَمِـينِ حُقُـوقٌ في مَـنَازِلِنَـا...
وَقِطَّةُ البَيْـتِ تَغْفُـو حَيْـثُ تَرْتَـاحُ
طَاحُونَةُ البُنِّ جزْءٌ مِـنْ طُفُـولَتِنـا
فَكَيْفَ أَنْسَـى ؟ وَعِطْـرُ الهَيْلِ فَوَّاحُ
خَمْسُونَ عَامَاً .. وَأَجْـزَائِي مُبَعْثَرَةٌ..
فَوْقَ المُحِيطِ .. وَمَا في الأُفْقِ مِصْبَاحُ
تَقَاذَفَـتْنِي بِـحَـارٌ لا ضِفَـافَ لَهَا..
وَطَارَدَتْنِـي شَيَـاطِـينٌ وَأَشْـبَـاحُ
هُنا جُذُورِي.. هُنا قَلْبِي .. هُنا لُغَـتِي
فَكَيفَ أُوضِحُ؟ هَلْ فِي العِشْقِ إيضَاحُ؟

من "القصيدة الدمشقية" لنزار قباني (1923-1998)
رحم الله نزار ورحم من قال تنبهوا واستفيقوا أيها العربي فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

الله على هاي المشاركة والله عجبني حيل هذا الوصف للشام واستوقفتني فقرتين حلوين حيل لان انا من زرت الشام فعلا حسيت بعضمة هاي المدينة وعراقة تاريخها

(عندما تمشي في حارات دمشق وأزقتها تشعر نفسك أمام كتاب كبير للتاريخ, فمن هنا مر الأمويون وهنا شيدوا وهنا بنوا, لا يزال الجامع الأموي الكبير شاهداً على عراقة وتاريخ حافل لهذه المدينة, ولا تزال حارات دمشق القديمة بضيق أزقتها ووسع بيوتها, تشعرك بالدفء والحنين إلى الماضي..)

( تزال طرقات الشعلان وأبو رمانة والمالكي والمهاجري وركن الدين والحمراء والصالحية والمزة والبرامكة والميدان والقصاع وباب توما, تحمل في كل ركن ذكرى سعيدة, ولا تزال دمشق تحتل المركز الثاني في قلبي بعد حمص مباشرة..)
ولو انا مازرت حمص لكن عجبتني مدينة حلب وبالنسبة الي مدينة حلب اجمل مدينة مريت بيها في سوريا يمكن لان هي قريبة من مدينة الموصل العراقية يعني ما حسيت نفسي الا وانا بالموصل

مين فينا ما بيحب دمشق وحارتها واهلها ايييييييييه ما في احلى من هوا دمشق واطيب من ميتها عنجد شكرا كتير على هالموضوع الحلو

فعلاً مدينة رائعة الله يحميها
وتسلمي على الموضوع