بسم الله الرحمن الرحيم
حمل صك إعسار... وأطفاله يحلمون بالذهاب للمدرسة
مطلق خرج من السجن ليعيش وأسرته تائهاً تحت "كباري" المدينة المنورة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المدينة المنورة - تحرير وتصوير : خالد الزايدي
مطلق يعيش وأسرته على هامش الحياة، ليس له من القراءة والكتابة نصيب ولا يتقن حرفة يتكسب من خلالها، يجوب المدن والقرى وينزوي إلى البيوت المهجورة والكباري بحثا عن مأوى ليس له وحده بل لزوجته وأبنائه الأربعة الذين
يقاسمونه شظف العيش وصعوبة الحياة وهم ثلاثة أولاد وبنت (ماجدة 8سنوات، عطاء 7سنوات، حشيفان 5سنوات، عبدالله سنتان).
تحدث مطلق ل(الرياض) بلغة ملؤها الألم، قائلا : لا أريد شيئا سوى منزل نسكنه، وضمان اجتماعي يعينني على المصاريف بدلا من تكفف الناس وإراقة ماء الوجه.
هذا هو (مطلق بن حشيفان) مواطن يقدم (كرت العائلة) لكل شخص يثير فضوله سكناه وأسرته لأحد الكباري في المدينة المنورة، قائلا: أعيش حياة مختلفة عن الناس بسبب الفقر ولكني مؤمن بقضاء الله وقدره.
جولة في مسكن الأسرة
كلمات ليس لها مكان على أرض الواقع فالأسرة تفترش الأرض وتلتحف السماء ولا تمتلك من حطام الدنيا سوى سيارة عتيقة (من طراز قديم) يحمل فيها (مطلق) كل ممتلكاته بعض الملابس الرثة وعدد بسيط من البطانيات وقطع من
الفراش الممزق الذي جمعه من الشوارع إضافة إلى صندوق حديدي مليء بالأوراق الرسمية التي تثبت حاجته وفقره وخروجه من السجن بعد أن حصل على صك إعسار عقب استدانته مبلغا من المال من أحد الأشخاص في القرية
التي كان يسكنها.
ترك (مطلق) قريته بعد أن ضاق ذرعا بالحياة فيها فهناك لا يمتلك سوى خيمة مهترئة، وتوجه صوب المدينة المنورة، وحاول جاهدا أن يجد مسكنا ولكن دون جدوى فهو لا يمتلك مقدما لستة أشهر لأقل المساكن إيجارا، فلم يجد أنسب
من أحد (الكباري) ليسكنها حتى يجد فرجا ومخرجا لظروفه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماجدة وعطاء يحلمان بالمدرسة !
ماجدة في ربيعها الثامن وعطاء في ربيعه السابع يحلمان بالدراسة هكذا قالوها ببراءة الطفولة !
قالت ماجدة : رأيت مدارس كثيرة في المدينة وطالبات يلبسن (المريول) ويحملن الحقائب، أتمنى أن أكون في احد الأيام معهن.
أما عطاء وهو في ربيعه السابع فكان يكرر كلام (ماجدة) ويقول : يارب وأنا وأنا أريد أن أكون مثل ماجدة !
وبسؤال العم (مطلق) لماذا لم تسجلهم في المدرسة قال : أنا أكاد لا أجد قوت يومهم وكم ليلة بتناها بدون عشاء، فكيف لي أن أحمل نفسي ما لا أطيق، فالمدارس بحاجة إلى مصاريف من ملابس ودفاتر وأقلام وطلبات أخرى.
باحث في (جهة خيرية) يدل (الرياض) على مكان الأسرة
جدير بالذكر أن (الرياض) لم تصل إلى مكان الأسرة عن طريق فاعل خير كما هو المعتاد في مثل هذه القضايا ولكن عن طريق باحث يعمل في إحدى الجهات الخيرية، (طلب عدم ذكر اسمه )، قال : أتمنى أن تكتبوا عنهم فيساعدهم
أحد المحسنين لأن إجراءات الجهة التي أعمل فيها روتينية مملة وتحتاج إلى وقت زمني طويل وفي الأسرة أطفال بحاجة للغذاء والحليب والملبس والفراش النظيف والمكان الصحي الذي يقضون فيه حاجتهم كأبسط الضروريات التي
يحتاجونها حاليا.
و أضاف الباحث : أن وضع الأسرة يحتاج إلى مساعدة عاجلة وفقا للبحث الذي قدمته للجهة التي أعمل بها.
و بسؤال الباحث : هل تقوم الجهة التي تعمل بها بتأمين مسكن للأسر الفقيرة، قال : لا ولكن أحيانا تساهم في دفع جزء من الإيجار إذا وصلها دعم كاف من أهل الخير.
و بالاتصال على جهة خيرية أخرى أوضح أحد العاملين فيها أن هذه الفئة لا تستهدفها المؤسسة الخيرية التي يعمل بها.
- لمساعدة الأسرة الاتصال بمكتب جريدة الرياض بالمدينة المنورة 048243742أو 048277255 .
المصدر جريدة الرياض
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]