في شوارع عاصمتنا البهية يستطيع الغريب أن يجد مَن يكلمه بالانكليزية أكثر بكثير مما يستطيع الفرنسي أن يجد مَن يكلمه بلغته في شوارع واشنطن دي سي، إلا أن سوية اللغة التي نتكلمها قد تكون مثيرة للضحك في بعض الأحيان! وهذا أمر طبيعي، لكن الأمر المقلق هو أن بعض مَن يعرفون القليل بلغة أجنبية ما، يسمحون لأنفسهم بإعلان جهلهم على السيارات وواجهات المحلات وعلى السلع المختلفة أحياناً، وهذا يدل على صحة المثل الانكليزي القائل: القليل من التعلم شيء خطر!
قبل عامين اشتريت عبوة من شرائح الدجاج المدخن من إنتاج شركة الدرة، التي تتمتع منتجاتها بسمعة طيبة، ففوجئت أن مترجم الشركة قد ترجم عبارة «شرائح صدر دجاج مدخن» كما يلي: Smoked Chichen Brest وترجمة هذه الترجمة إلى العربية «نهود دجاج مدخنة»! وبالرغم من أنني نبهت السيد صاحب الشركة إلى هذا الخطأ عندما التقيت به صدفة في أحد الأماكن إلا أن الخطأ لم يتم تداركه!
قبل سنوات وجدت على نوع من الجوارب عبارة: Mad In Syria وترجمة هذه العبارة ليس صنع في سورية كما أراد المنتج أن يبلغنا، بل: «مجنون في سورية»!
قبل بضعة أسابيع أرسلت لي إحدى الصديقات خمس صور من مختلف أنحاء سورية كل واحدة منها بمثابة نكتة تدعو للضحك والبكاء في آن معاً، الصورة الأولى تمثل عبوة دواء عليها لصاقة مطبوعة على الحاسب، كتب عليها: صيدلية مركز فلان الفلاني للأمراض.. مينوسين مئة ميللغرام حبة واحدة بعد العشاء، وتحت هذه العبارة العربية ثمة عبارة انكليزية يفترض بها أن تكون ترجمة للعبارة السابقة لكن المترجم ترجم كلمة «بعد» بكلمة before التي تعني قبل!
الصورة الثانية تمثل مقهى وضع صاحبه فوق مدخله واجهة مضاءة بالألوان احتلت الزاوية اليسرى منها صورة أركيلة تظلل ابريق شاي، وقد كتب على الواجهة بالخط العريض «مقهى الشلال 3» وقد قام المترجم بترجمة اسم المقهى إلى الانكليزية كما يلي: shelal nescafe أي نسكافيه الشلال! الصورة الثالثة لواجهة محل جلديات أراد صاحبه أن يطلق عليه أسم «حظ جديد» وقد قام المترجم بترجمة هذا الاسم إلى الانكليزية New look أي نظرة جديدة وهو يقصد طبعاً New luck!
الصورة الرابعة لشاخصة حديدية ضخمة يأكلها الصدأ وقد كتب عليها بالعربية: «مغسلة سيارات محطة الزكي» وقد قام المترجم بترجمة اسم مغسلة السيارات إلى الانكليزية كما يلي: LAUNDRY FOR CAR وهذه الترجمة الذكية لو أعدنا ترجمتها إلى العربية لحصلنا على العبارة التالية: «غسيل ثياب سيارة»!
الصورة الخامسة لجانب من باص سفريات النجاري وقد كتب تحت اسم الشركة اسم عاصمتنا، بالانكليزية كما يل: DAMASCOS! وهذا الخطأ المزعج يجرح كبرياءنا قبل كبرياء دمشق، فالشخص الذي لايعرف كيف يتهجأ اسم عاصمته، يجب أن لا يكتبه على الأقل، خاصة إذا كانت تلك العاصمة هي دمشق البهية أقدم عاصمة ظلت مأهولة باستمرار في تاريخ البشرية!
أقترح إلزام مَن يريدون أن يكتبوا بالانكليزية على ماركات السلع التجارية، أو على واجهات المحلات، أو على البولمانات ومختلف أنواع المركبات أن يلزموا بعرض ما يريدون كتابته على ترجمان محلف، لكي لا نستمر في رؤية هذه النكت المضحكة المبكية في شوارعنا
تشرين : حسن يوسف