القصيدة الأولى في رثاء الشاعر

أما الآن وبعد أن ختم الشاعر حياته الأدبية في آخر عام /1985/م فقد رأيت ما وجدته صوابا بأن أكتب قصائد رثائه كخاتمة لهذا العمل

وأول قصائد الرثاء أقدمها لوالدي ومعلمي وقدوتي بلسان لهج بحبه وعجز عن التصوير:

تبكيـكَ إن جفّـت الأحـداق أكبـاد*** ويذرف الدمـع أغـرارٌ وأجـــلاد

كان المصاب أليمـا فاسـتحقّ لـه*** أن يهجر النومَ والراحات أجـــواد

ما اسطاع صبرا على إخفاء لوعتـه*** في كربه وشــديد الحـزن عقــاد

كانت سجاياك نبراسـا لنـا يمشـي*** فـي هَدْيِهـا لِـذُرى العليـاء آسـاد

يا من له بين أهـل العلـم منزلـة ***وقدره في الورى فوق الألى سـادوا

علّمتنا في الهدى ما نحـن نجهلـه*** فكان زاداً لنــا مــا بعـــده زاد

كـم رددوا بيننـا مـا أنت قائلـه*** يرويه بين ألــي الألبــــاب رواد

إني وإن كان قولـي فيـك منتظـمٌ*** فبعض قولك ما ازدانت به الضـــاد

يا قارئـا لكتـاب اللـه في سـحرٍ*** وفي الدجى شاركتك الذكـر عبّـــاد

يا صائما في لهيب الصيـف نافلـة*** وتابعا إثر ما قد ســـار أجـــداد

اللـه يعلم ما قاسـيت مصطبـرا*** من الخطـوب وذاق الهــــمّ أولاد

إني لأذكر مما لـو أصيـب بـه ***كما أصابك لم تصبـــر له عـــاد

فكان صبرك فيما لـو يقـاس بـه ***عند الشدائد صبر النــاس مــا زادوا

فالله أرجو لك الإحسان منه عسى ***تكون في برزخٍ والدهـر أعيــــاد

في روضةٍ من رياض الخلد زاهيةٍ ***على الأرائك ظلَّ العرش ترتـــــاد

هناك تلقـى من الرحمـن منزلـة ***ســعى إلى نيلها من قبلنــــا بادوا