مديح ابن اخته بسام لهديته التي قدمها له

كان الشاعر يكتب مؤلفاته بأوراق مبعثرة ويجمعها أحيانا بما يقع تحت يده من دفاتر مهما كان نوعها فتارة يسجلها في دفتر حسابات السمان وتارة على دفاتر دراسة أولاده وأكثر الأحيان على دفاتر جيب صغيرة وكان جميع أقربائه يحبون الجلوس إليه والاستماع إلى نوادر القدماء وأشعارهم وإلى ما كتب من الشعر مع مناسبته وبالطبع فمهما بلغ الإنسان من العبقرية والذكاء فليس بإمكان أحد أن يحفظ هذا الكمّ من القصائد والأشعار فكان الشاعر كثيرا ما يبدأ بقصيدة أو مقطوعة شعرية ويضطرّ إلى البحث بين الدفاتر والأوراق ليتمها مما أثار نخوة بعضهم لتقديم كراس للشعر منهم ولده محمد طاهر الذي قدم له دفتر محاضرات جامع أبو النور ومنهم ولديه حسام ووليد اللذان قدما إليه دفاتر جيب صغيرة ولكن ابن أخت الشاعر المهندس بسام الحافظ تفوق على الجميع بهديته حيث قدم للشاعر كرّسا ضخما مجلدا بجلدٍ سميك ومغلفا بغلاف من البلاستيك الأسود فسرّ الشاعر بهذه البادرة فامتدح ابن شقيقته بأبيات قال فيها:

بسـام قـد بسـمت لك الأيـام وتحققت بعطـائـك الأحـلام
أبرزت للأحفاد جوهـر حكمـة ضلّت ولم يبقى هنـاك كـلام
كـانت مبـادرة بمـا قـدمتـه جاءت تغني لهجهـا الأنغـام
ديوان شعرٍ فيه قصة يوسـفٍ يروي لنا أوصافهـا العُـلاّم
ماذا أقول وألف شـكرٍ دفعـةً لك من ذويك تحيـة وسـلام
ولسوف يعطيك الإلـه جوائزا ولسوف تشكر فضلك الأٌقوام
طابت مساعيك الحميدة وارتقى نجم السعادة نجمك المقـدام