قصة الحجاج الأربعة عشر

أما عن قصة ولده عبد الهادي فلم يطل به الفرار لأن الشرطة العسكرية استطاعت أن تمسكه وتقتاده إلى سجن تدمر حيث بقي هناك تسعة أشهر وبعد خروجه طُلِب مجددا لخدمة العلم (للمتابعة) ولكنه استطاع بمساعدة شقيقيه أبو ماجد وولده ماجد أن يسافر إلى السعودية عن طريق لبنان وهناك تبناه أخوه أبو ماجد وقام برعايته وأسهم في تثبيت أقدامه هناك وبالتالي ابتدأ مشوار العمل لوحده وفي هذه الأثناء ينبري عبد الهادي ليُسَهّل لوالده سبيل الذهاب إلى الحج ويصحب الشاعر إلى الحج شقيقه أحمد موفق أبو عبد الكريم وابن أخته مروان الحافظ وصهره طاهر علعل وبالطبع معهم ولده عبد الهادي كما صحبهم من النساء زوجة الشاعر عزيزة عجلوني وزوجة أخيه عائشة مصمص وزوجة أخيه الآخر محمد خير العقاد واسمها أمينة الحجار وشقيقات الشاعر آمنة وصبحية العقاد وابنته فاطمة العقاد وبنات أخواته صفاء الحافظ ونور الهدى الأعمى وابنة بنته سحر عجلوني فقام الشاعر بكتابة أبيات يعدد فيها رفقة الحج ويسمي بها أسماءهم فيقول:

يا ربّ صلّي على الهادي وعترته***وبالزيارة ندعـو اللـه آمينـا
يا ربّ صلّي وسلّم واستجب وأجر***فكلنا في حمى الرحمن داعينا
يا ربّ طهّر قلـوبا أنت تسكنهـا***فظننا بك خيـرا أنت بـارينـا
عبدان طاهرهم مروان أحمـدهـم*** مع الشقيقات نرجو الله يشفينـا
نـورٌ وفاطمـةٌ عـزٌ وعائشــةٌ***صبحٌ وصافيـةٌ ليـلاً يصلينـا
منهنَّ آمنةٌ مـن بعدهـا ســـحرٌ***أمينـةٌ وأمـان اللـه يهدينـا
واختم لنا بالرضا والعفو واقض لنا***حاجاتنا واغفر الـزلات آمينـا

وأما ذكر في الأبيات كان كما يلي:

عبدان:عبدالحليم وعبد الهادي العقاد،طاهرعلعل،مروان الحافظ،أحمدهم:أحمدموفق العقاد نورٌ: نور الهدىالأعمى،فاطمةالعقاد, عزٌّعزيزةعجلوني،عائشةمصمص،صبحٌ:صبحيةالعقاد،

صافية:ٌصفاء الحافظ،آمنةالعقاد،سحرعجلوني،أمينةالحجار.وبذلك يكتمل عدد الحجيج\14\أربعة عشر حاجَّاًوحاجَّةًوهورقم معروف في العائلةبأكملها،وبعدعودةالحجيج إلى الديار بفترة غير كبيرة يتلقىالشاعررسالةمن ولده عبدالهادي العقاد يذكرفيهاعنوانه وطريقةمراسلته حيث قبل هذه الرسالة لم يستطع أحد إرسال له بسبب عدم وجودعنوانه. وفي هذه الرسالةيقوم عبدالهادي بمعاتبة والده لعدم إرسال رسائل له وكان السبب واضحاً كما ذكرنا فقام الشاعر بكتابة هذه القصيدة ووضع لها العنوان الشهيروهوقصيدةالعتاب وفتح الباب قال فيها:

لمـاذا أنـت لـم تكتب***تعـاتبنـا أيـا عبــد
مشـاكلنـا هنـا زادت***وزاد القــرب والبعـد
فلا تسـأل عن الإخوان*** فالإخـوان قـد جـدُّوا
وكانوا سـابقاً فرحـوا*** وسـهواً قولهـم يبـدو
زعيم القوم قد بدرت*** بـوادره لهـا رعــد
صلاح الدين يصلحـه ***إلهــي إنَّـه جــدّ
أيرضى أن يضيعنـا*** لعلَّ بقصـده قصــد
أأقسم لن يسـاعـدنـا ***لأن ظـروفـه عنـد
وليـدٌ والحســامُ أخٌ*** كـريـمٌ أصلـه الـودّ
إذا نـاديت أسـعدنـي ***جوابهمـا لـه الحمـد
وأنت رعـاك مولانـا***فجـودك عندنا شـهـد
من الأعماق ندعو اللـ ***ـه يرضى عنك يا عبد
فزدنـا منـك مكرمـةً*** فأنت البرق والـرعـد
لقد وصلت رسـائلنا*** إليـك نشـيدها يشــدو
بأنـّا قـد عـرفنـاك***عطـاؤك مـالـه حـدُّ
ولم ننساك فالحجَّـاج***والحجَّـات كـم عــدّو