شوق وحنين ولوعة إلى أولاده الغائبين

أما موضوع عبد الهادي وفراره من الجيش فجعله دائم الشرود والتوتر وخاصة في فترة البحث عنه فقد شكّل مع شقيقه عبد الناصر ثنائيا لوحدهما لا يأبهان لأحد من سكان البيت الذي لم يبق فيه سواهما مع شقيقتهما سوسن وياسر والطفل باسل بعد غياب البقية كلّ منهم في جهة فأبو ماجد في السعودية ومحمد طاهر في الجيش بعيدا في صحراء التيفور وحسام انتقل وسكن في القابون ووليد لايزال في الجيش فكتب الشاعر أبياتا يصور فيها حنينه لأولاده وغضبه من تصرفات عبد الهادي ورضوان فيقول:

الشـوق أقلقنـي وهيـج لـوعتـي ***والبعد شتت شملنا واحسـرتي

فمتـى أذوق مـن اللقـاء حــلاوة ***والعيش يصفـو الشآم بفرحتي

زاد الحسـود بنـا فعـائـل غـدره *** من بعد ما كنـا بطيب مسـرّة

يا قلـب لا تحـزن لعـلك بـالـغ*** يوما من الأيام طيب العـودة

عودوا إلي يـا بنـيّ وأســعـدوا *** أنظارنا فالقـدّ حلـوُ الطلعـة

أبنيّ ما حـولـي رجـالٌ للـوغـى ***كلا ولا حولي رجال عشـيرتي

أسفا أسفت وكم حـزنت لبعـدكـم *** أقضي الحياة كأنني فـي نكبـة

وإذا خطـرتم في الفـؤاد يهـزنـي *** شوقي لكم ويزيدني في حسرتي

ولقد أتت شـيخوختـي ومكاسـبي *** قلّت وصرت من الزمان بحيرة

أأعيش محـروم الحنـان ولا أجـد *** إلا القساة الظالميـن بحـوزتـي

عبد العبيد وعبـد من هـو ناصـرٌ*** لكنّــه متحمّـسٌ لعـداوتــي

طعن العداة أخـفّ مـن أعمـالـه *** وأرى البديل بأن أعيش لِوِحْدتي

لم يقض لي غرضا ولم يعطف على *** حالي ولا يوما يـداوي علّتـي

هل هكذا مـن خلّــف الأولاد لا *** يرضوه لا يرعوا حقـوق أبـوّة