قصيدة عتاب من ابنه والرد عليها

وعقوبة لولده محمد طاهر الذي لم يجب والده على رسائله الثلاثة بسبب انهماكه بالعمل مع أبو حسان وعدم فراغه فقد تأخر الشاعر بإرسال الرسائل لولده وتركه شهرا كاملا دون رسائل فأرسل له ولده رسالة فيها قصيدة عتاب يقول فيها:

بلّغ الإخـوة مـن قلبـي السـلام *** إنني مازلت في بـدء الكـلام

أعـد الـذكـرى لقلبـي منهمـوا*** إن ذكر الحبّ للحـبّ مـدام

والـدي أضنـى فـؤادي بعدكـم ***حبّكم في القلب يا أهل الشـآم

هل ترى أنسـاكموا طول النـوى ***أم بدا من عنـدنا ما لا يـرام

نحن في شـوقٍ لنحظى منكموا ال*** وصل ولو كان على جنح اليمام

هـل نسـيتـم طاهـرا أم أنكـم ***في انشغال وحديث وانسـجام

كل يوم ليـس لي غير السـراب *** فانتظاري طال والقلب استهام

هو في التعـداد شـهر واحـد *** والنوى أضحى به خمسـين عام

ويستأنس الشاعر بقصيدة العتاب من ولده ويدافع عن نفسه تجاه اتهام ولده بنسيانه فيقول:

قد بكى أعيني العتاب وزادت***حسـراتي من البعـادالأليـم

وفهمت الخطاب منك ولكـن*** حزّ في القلب يا بن عبدالحليم

نحن في حبّك القوي نغنـي*** وتطيب الأوقـات بالتسـليـم

نحن لم ننس طاهرا أبد الـدّ ***هر ونلقاه مثـل مـرّالنسـيم

ثق بأنا نراك كـلّ صبـاح *** ومسـاءٍ وعنـدبـدء الهجـوم

لا تخف يا حبيب أنت مقيـمٌ *** بين أحشــائنـا بكـل نعيـم

وسلامي إلى الجميع بقربـك***وتحياتنــا لكــل عظيــم

ودعوت الإله من كلّ قلبـي *** فهو يرعاك بالعـلا والعلـوم