أبو وليد المدير العام
عدد الرسائل : 15849 العمر : 42 مكان الإقامة : منتدى شاعر الأحاسيس السٌّمعَة : 41 نقاط : 24008 تاريخ التسجيل : 24/10/2007
| موضوع: زواجه من حسيبة بعد وفاة زوجته مريم الأحد 18 نوفمبر 2007 - 4:28 | |
| كان لوفاة زوجة الشاعر آثارا بالغة على الأسرة بأكملها وأشدّ ما يكون التأثير على كبار الأولاد وهم الهام ومحمد طاهر حيث كانت إسعاف متزوجة من الأستاذ عدنان الصباغ وكما ذكرنا أن عبد الهادي كان عمره أقل من أربعة أعوام وعبد الناصر كان عمره ثمانية أشهر فقط أضف إلى ذلك أعمال البيت من طبخ وتنظيف وترتيب فكانت النتيجة الأولى هي رسوب محمد طاهر في الصف السابع بسبب غيابه المتكرر عن المدرسة وبقائه في البيت مع أخويه في أكثر الأحيان , ولم يرض الشاعر بهذه النتيجة وقد عذر ولده فسارع بالزواج من أرملة عاقر تدعى حسيبة الحلبي , كان هدفه من الزواج بها أن يعيد كيان الأسرة ولم يكن بذهنه أبدا أن يتزوجها لنفسه وكذلك جرت الأمور مسرعة وتم الزواج بسرعة وعفوية دون أن ينتبه الشاعر إلى نتائج هذا الزواج السلبية لأن الزوجة الجديدة حسيبة لم تكن تملك شيئا من معاني الأنوثة التي يصبوا إليها الرجال عادة من جمال وجه وقد وقوام وغير ذلك أضف إلى ذلك أنها كانت مصابة بمرض صدري وكان السعال يمسكها لعدة دقائق يكاد يقطع أنفاسها خلالها فهل يستطيع الشاعر أن يوفق بين حقوق الزوجة التي يعلمها جيدا من خلال دراسته الدينية وبين عدم استطاعته تقبل ذلك وتمر عليه الأيام قاسية بالرغم من أن الزوجة المسكينة كانت خلوقة و مهذبة وورعة وتقية وكانت تبذل قصارى جهدها لتقديم الطمأنينة للبيت وقد قامت بالعناية بالشاعر عندما وقع طريح الفراش مدة أربعة أشهر نتيجة تعرضه لحادث سيارة مع ولده محمد طاهر وهما على الدراجة النارية بطريقهما إلى المدرسة ومع كل ذلك فقد طلقها الشاعر لا كرها بها ولا نكرانا لجميلها ولكن لأنه يشعر في داخله بالخوف من أن يظلمها أو ينقصها حقوقها الزوجية , لقد عرضت خلال الأسطر القليلة السابقة عدة أحداث مع تباعد أزمنتها ولكن السبب والدافع لذلك هو إغلاق القصة التي بدأتها وهي قصة زواجه وطلاقه فأعود الآن لأسترجع بعض الأحداث الهامة التي واكبت هذه القصة ففي عام /1958/م وعلى إثر قيام الجمهورية العربية المتحدة خطت الحكومة خطوة ايجابية في طريق الاعتماد على الذات وتشجيع الصناعات الوطنية ومحاربة البضائع الواردة من الدول الاستعمارية فارتفع سعر كثير من السلع , في ذلك الوقت كان ولده الأكبر صلاح الدين قد تعهد أعمال الدهان لمعسكرات الكسوة وكانت قيمة كالون الدهان6.25/ل.س
/ بينما كانت صحيفة زيت الدهان بقيمة/21/ل.س وقفزت هذه الأسعار فجأة ليصبح سعر
كالون الدهان /18/ل.س وسعر صحيفة الزيت /56/ل.س وحاول المسكين أن يبتكر طرقا
يحصل من خلالها على الدهان ومن ثم الدهان في البيت الذي تسكنه العائلة بمساعدة شقيقه محمد طاهر وابن عمتهما سعيد معرضين أنفسهم بل البيت والحارة بأكملها إلى أخطار لو وقعت المواد الأولية لإنهاء العمل دون خسارة أو بالأحرى بخسارة طفيفة مقبولة فقام بتصنيع زيت لكانت كارثة كبيرة فقد كانت هذه الصناعة تتطلب غلي مادة الكاز وإضافة الكمليكا لها مع مواد أخرى ولكن رحمة الله كانت كبيرة ولم تقع أية حادثة وخرج صلاح الدين من القصة بأقل الخسارات ثم توجه إلى السعودية للعمل هناك ,
| |
|