الوحدة العربية 1958

ورغم استمرار الأحداث في تلك الحقبة لم يستطع الشاعر أن يكتب فيها لأن انشغال الشاعر بمرض زوجته مريم أم أولاده وبناته إسعاف والهام ومحمد طاهر وحسام الدين وعبد الهادي و عبد الناصر الذي أسماه على اسم الزعيم جمال عبد الناصر وكانت ولادته عام/1957/م والتي على إثرها مرضت زوجته حيث كانت حديثة الولادة عندما توفيت والدتها في شتاء العام نفسه فذهب الجميع من دمشق إلى التل وأصيبت أم طاهر على أثرها بحمى النفاس نتيجة حزنها على والدتها والبر الشديد الذي تعرضت له في بيت شقيقها أبو محمد صالح فعادت إلى دمشق وهي تحمل في قلبها الآلام التي أصابتها في هذه الرحلة وشغل الشاعر بها عن كل ما حوله وإنني أنا الكاتب محمد طاهر العقاد أذكر هذه الأحداث جيدا وكنت وقتها في الصف السابع وأذكر ما قاست والدتي من الآلام والأمراض وكم من الأطباء الذين أحضرناهم مثل القباني والمدني وغيرهم وكم من الذين ذهبنا بها إليهم مثل الطلياني والفرنسي و غيرهم وكم من الأموال التي دفعت لهذا الغرض فلقد قام والدي ببيع كافة أملاكنا في التل تباعا كلما وقع في ضائقة مالية يبيع قطعة أرض أو عقار أو غير ذلك ويأتي عام 1958 ويقوم الزعيم السوري شكري القوتلي والزعيم جمال عبد الناصر بإعلان الجمهورية العربية المتحدة بوحدة اندماجية بين القطرين جسّدت كافة آمال الشاعر وأحلامه ولولا ما يقاسي من ظروف عائلية لأطرب العالم بقصائده ولكن وكما يعلم الجميع فإن الشعر شعور فكلما أراد الكتابة تقفز في أفكاره عبارات الألم والحزن فهل تتناسب فرحة الشعب