أحداث عام 1955

وفي هذه الحقبة من الزمن تقع عدة أحداث وطنية وسياسية ولكن سأستبق الزمن وأذكر قصيدة تاريخها بعد الأحداث بقليل والسبب هو الترابط الشديد بينها وبين القصيدة السابقة فلقد حصّل ولده محمد طاهر شهادة السرتفيكة عام/1955/م وانقسمت العائلة إلى قسمين فمنهم من يريد له الالتحاق بالتجهيز ومنهم وعلى رأسهم الشاعر من يريدون له الالتحاق بالصناعة فكتب الشاعر قصيدة يصف فيها الصناعة ويطهر الفرق بينها وبين التجهيز :

تعبنـا بالمعامل والحديد *** وبرد الطقس ذو خطر شديد

إذا هبت رياح الجو يوما *** كسبنا أجر معركة الشـهيد

فيـا للـه مدرسـة صنعنـا *** بها الأشـكال من زمن بعيـد

وتعطينا الخراطة خير درس *** تعلّمنـا الوقـوف بلا قعـود

وأعمـدة النجـارة شـائكات *** بها المنشـار يسمع من بعيد

ورح للسكب تشهد كوم رمل *** وفرنا فيـه دخّـان الوقـود

فأين بربـك التجهيـز قل لي ** من الآلات والحـدث الجديـد

ترى الطـلاب بالآلات تهوي *** على التمرين في قصف مبيـد

وطـلاب الصنـاعة أقـوياء *** يفوقوا الجن في بذل الجهـود

وأين شـهادة التعليـم فضلا *** كفى فخـرا مجاورة الجنـود

وقبل الانتقال إلى قصائد الكفاح والجهاد أحب أن أتوج القصص السابقة بهذه الطرفة:

عرفت هيئة التعليم كلها قصة الشاعر ولمسوا فيه البلاغة والأدب وسرعة البديهة وكانوا يفضلون الجلوس معه على جلوسهم مع بعضهم البعض سيما وقد شهد به الشاعر الكبير محمد الحريري الذي قال فيه أمام الجميع:

أأبا صلاح نلت في طلب العلا ***شرف الأديب الألمعي المبدع

أقسـمت أنك شـاعر متمكن *** هام الفـؤاد به وأجرى أدمعي