مدح مدير المعارف

ويقررالشاعروضع حد لمعاناته وجهاده في طلب الرزق من خلال الأعمال الشاقةسيما وهو المتعلم بن المعلم وقدمارس التعليم من خلال والديه علىحقبتين متعاقبتين الأولىعندما افتتح والده المدرسة الخاصة في التل وراح يتوافد إليها طلاب العلم من كافة أنحاء جبال القلمون وعلىمسافة/20/كم والثانية بعد وفاة والده ورحيله مع والدته إلى دمشق حيث افتتحت دار الكتّاب(الخجا)وأوكلت إليه مهمة تعليم الصغار وفق مناهج مدروسة كانت تضعها وتكلفه بتنفيذها فيقوم بتعليم القرآن واللغة العربية والحساب, وهكذا استمر مع والدته حتى افتتاح عدد كبير من المدارس في دمشق وقلّ عدد التلاميذ الوافدين إلى الخجا وأصبح عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة أحيانا فماذا تفعل الخميسية إزاء عدد كبير من الذين ينتظرونها لتساعدهم علىالمعيشة مما دفع الشاعر للبحث عن طريقة أخرى للكسب وهكذا ترك التعليم كما أسلفنا واشتغل بالنحت وأعمال البناء .

وها هو الآن وبعد أن تم افتتاح المدارس في عدد من القرى وقبول المدرسين في الأرياف على أساس (السرتفيكة)الابتدائية يتوجه بقصيدة لمدير المعارف يقول فيها:

أقسمت أنك بالأنوار ممتلئ *** وأن وجهك يتلو سـورة النور

يا من وجدتك والأيام تجربة *** سلّمت عندك آرائي وتفكيري

إني لعبد حملت الهمّ مرتبطا *** بأسرة هدّها ضرب الأعاصير

والدهر جاءت بآلام نوائبه *** فخفف الهمّ واجبر قلب مكسور

اللــه يعلم ما لاقيت من كرب *** ومن جراح قضت ذلّي وتدميري

إن المعارف من إحسانك امتلأت *** وجئت نحوك في عجزي وتقصيري