قصيدة في خاله

نسردالآن قصته مع خاله أبوعبدوالحافظ فلقدكان خاله يملك مساحةلابأس بها من الأراضي الزراعية في المزرعة , ومن هذه الأراضي شيّد عدّة مباني منها بيت شقيقته زكية الحافظ والدة الشاعر ومنهاداركبيرة باعها لبيت البارودي ومنها بيت الأستاذ محمد بلش والد العميد أكرم بلش وغيرهم كثيرون الذين اشتروا منه إما أبنية و إما أراضي, كما أقام عمارة هناك مؤلفةمن ثلاث طوابق علىالطرزالحديث وسكن فيهانستلهم من هذه المقدمةأن خال الشاعر المذكوركان يعمل في تجارةالبناءوكان يعمل معه في هذا المضمار كثير من أصحاب المهن من بنائين وطيانين وبلاطين وحدادين ونجارين وكهربائيين وغير ذلك ولما كان الشاعر قد كافح في مختلف هذه الأعمال فكان من المفيد أن يعمل مع خاله في هذا المجال.

كان من عادةخاله يوميا بعد انتهاء العمل أن يجمع العمال قبل أن يصرفهم ليوزع عليهم ما

يحمل في جيبه من نقود كلّ حسب حاجته وبما أن غالبيتهم كانوا قديمين فقد اعتادوا الجرأة في طلب النقودمماأدىإلى نفاذ المبلغ الموجود معه قبل إعطاء العمال الموجودين ويوما بعد يوم يرجع الشاعر إلى بيته خاوي الوفاض دون الحصول على قرش واحد وتمرّ عشرة أيام علىهذاالحال حتىنفذ صبر الشاعر فقررأن يأتي في اليوم التالي مسلحا بشعره حيث يقول:

لن أبرح الأرض إلا في محاكمة *** بيني وبينـك عند اللـه والناس

أبعـد عشـرة أيام تركت بهـا *** من غير مال أما حققت إفلاسي

لو كنت بنكا وعندي سـبعة نفر *** لأفرغوني من جيبي ومن راسي

أكرم بسـيد قوم سـالم فطـن *** أخي وفاء نديّ الكـف حسـاس

مـن جاءه زال عنـه ما يكدره *** فمـا المروءة إلا خلقه الراسي

وما التواضع والأخلاق أجمعها *** إلا كنقطـة مسـك داخل الكاس