كيد الأقارب

وبعد إشغال الطابق الأرضي من قبل المستأجرين انحصر سكان البيت جميعهم في الطابق العلوي حيث استقل الشاعر بالغرفة الكبيرة الجنوبية وتخصصت صبحية بالغرفة المقابلة في الشقة الشمالية , وهذه الغرفة أخذتها بعد وفاة والدتها أما أثناء حياتها فكانت هي التي تسكنها وصبحية في الغرفة الصغيرة التي تجاورها بينما كانت آمنة تستقل الغرفة الصغيرة التي تجاور غرفة الشاعر في حياة والدتها وبعد وفاتها انتقلت إلى الغرفة الصغيرة في الطرف المقابل بعد تركتها صبحية واستقلت غرفة والدتها الكبيرة .

هذا الخليط الذي ذكرناه يقطن مساحة مسطحة لا تتجاوز /65/متر مربع منها حوالي /23/متر مربع فسحة ومشرقة وفتحة سماوية والباقي وقدره /42/متر مربع عبارة عن أربع غرف تضم أربعة عائلات احداهما مزدوجة وهي عائلة الشاعر الذي له ولدين من زوجته السابقة وخمسة أولاد من الثانية .

فكان لا بد من الشجار المستمر وخاصة بين الأقارب ولا بد من القيل والقال فكان نادرا ما يخلو يوم من شجار بينهم بسبب أولادهم الذين أصبح عددهم في البيت حوالي /15/ طفل أو ولد وكان القتال يستعر كل يوم بين جبهتين الأولى جبهة الشاعر وزوجته أم طاهر وأولاده الخمسة والثانية والدة الشاعر وشقيقتاه وقد انضمت إليهم ابنته الكبيرة فاطمة .

تأمل الشاعر في حياته التي أصبحت جحيما لا يطاق فأراد أن يصور واقع البيت من الزاوية التي يراه فيها فقال:

أيا ويلاه من كيد الأقارب *** لهم لسعٌ أضـر من العقـارب

أبت أختاي أن نحيا جميعا *** وأن نصبر على كـل المتـاعب

وأن نرضـى بحكم الله فينا ** وأن نذر الحساب لمن يحاسـب

فقاسـوا بالعـداوة كل أمر *** أرادوا فيه تحقيـق المكاســب

وما لي حيلـة فيهم لأني *** أخاف ملامتي بين الأقـارب

وأمّهمـوا تأمّمهمـوا إماما *** فحتى لابنها صـارت تحـارب

فكم ختموا من الجلسات حكما *** قويّ الضرب في تلك المضارب

ومؤتمرٌ جزاه اللـه شــرّا *** أتانـا شــرّه من كـل جـانب

رئيسته لها في الجور طبـعٌ *** فمـا جرّت لنـا غير المصائب

وتصدر حكمها شـظفا وبغيا *** وتعذيبـا أشـــدّ مـن النوائب

وأمّا صـوتها فلـه زئيـرٌ *** كجلجلة الصـواعق في الكواكب

وبصطـون له طول وغلظٌ *** تهدد فيـه مفتـول الشــوارب

أيا أسـفاه ضـاع لنا عناءٌ *** بهم وحياتنـا صـارت خـرائب

دعوت اللـه يحكم خير حكمٍ *** أيـا ربّ المشـارق والمغـارب