إلى عادل السوادي

وهذه قصيدة أخرى ولكن هذه المرة بسبب خلاف بين زوجين من أقاربه هما من بيت عوض الزوج هو أبو عز الدين عوض .

في يوم من الأيام كان الشاعر يزور شقيقه أحمد موفق أبو عبد الكريم ونسيبه أحمد مصمص في وادي حنونة وكان بيت أبو عز الدين قريبا جدا من بيت نسيبه فأرسلت

زوجته ولدها عز الدين ليهمس في أذن الشاعر شكوى والدته بحق زوجها المقرب جدا من الشاعر لاشتراكهما في إحياء كثير من الحفلات فهذا بشدوه وصوته الجميل والشاعر بأشعاره وما يقدم من طرف ونوادر أدبية كان يحفظها .

أخذت الشكوى في قلب الشاعر مكانها فقال للصبي اجلس ثم يأتي بورقة وقلم ويكتب قصيدة لحبيبه وصديقه وقريبه عادل السوادي أبو عز الدين يقول فيها:

بلّغ أباك ســـلاما *** وانقل إليـه كلامـا

وقل له عن لسـاني *** أصبحت عندي ملاما

الاسم بالعدل يقضي *** فكيـف تحذف لاما

يا من سمعت كلامي *** اكظم كفاك خصـاما

واعدل وأنعم وأحسن *** فالظلم منك ظـلاما

والبأس ليس ببطـش *** يسـوق موتا زؤاما

ولا ســبابٌ وشتمٌ *** تجنـي به الآثـاما

البأس عفوٌ وصـفح *** يعطـي الأنام مقـاما

والصبر منك جميلٌ *** تشــفى بـه الالاما

وتتوفى عمته بدرية فينحت لها شاهدة يكتب عليها نحتا بيتين من الشعر لا يزالان على قبرها حتى يومنا هذا:

ضـمّ الـثرى بدريّةً *** لما انقضى عنها الأجل

رحماك يا رب الورى *** من في جوارك قد نزل

وبعد معارك عديدة بين الثوار والمحتل الفرنسي يتحقق أخيرا حلم السوريين بالاستقلال ويتم الميثاق عام /1945/ ويقام الاحتفال بالعيد الوطني عيد الاستقلال في/ 17 نيسان عام 1946 / ولكن الاستعمار يترك شوكة جارحة في قلب الوطن العربي /فلسطين / ويترتب على العرب كفاح آخر وجهاد جديد وتتعاقب الحكومات في سورية وتكثر الانقلابات

ويسعى المخلصون لاستقرار البلاد دون جدوى ومن بين الذين استلموا الحكم في سورية الزعيم أديب الشيشكلي وتنساق العبارات حزينة على لسان الشاعر ليسوقها شعرا يحاول فيه إعادة الأمل لشعبه :

يا عين لاتذرفي دمعا إذا ذكرت *** يوما بتاريخنا المأثور حطينا

فقد يعيد أديب الجيش سـطوتنا *** على العدوّ ويشفي غلّةً فينـا