وتكثر زياراته لقريته بعد أن شغل عنها بعمله وتعددت المناسبات فيها التي ذكرها لنا عن سهراته ونزهاته فيها ,وهذه إحدى قصائده في نزهة إلى الاواطين حيث أقربائه من بيت عوض قدموا له التين والجوز فقال:
تالله يا تين السقي حاشا بمثلك نلتقي
بالجوز أكلك طيب قد فاق أكل الفستق
وكذاك رمان أتى حلوٌ ومنظره نقي
وكيف لا يذكر كل شبر من قريته وقد تربع حبها على عرش قلبه وهو القائل بها:
قرية التـل قريتي وبها كنـت ســابقا
وبهـا كنت فائقـا وبها كنت رائقــا
أشتكي البعد والجفا أطلب الوصل واللقـا
لك يا قلـب أسـوة ما إلى القرب من بقـا
فإذا الشوق هزنـي جئت بالحـال ناطقـا
ما أحيلاك قريتـي إن قلبـي بك ارتقـا
قريتي التـل حبـذا لو أرى منك موثقـا
أهلك الغر..طبعهـم زانه الفضـل والتقـا
وبها والدي قضـى لقي اللــه لاحقــا
يظهر جليا من خلال القصيدة السابقة حبه بل عشقه لقرية التل التي اضطر للابتعاد عنها فترة من الزمن عندما استشهد والده ورحل مع أمه وأختيه إلى دمشق حيث أقاموا فيها.
كيف لا يذوب فيها غراما وقد وقع بصره فيها على شقيقتي ابن بنت عمته محمد صالح ,فكتب كثيرا من الأشعار وخاصة بمائها العذب الرقراق .
ولما كان الشاعر يحفظ كثيرا من أشعار الصوفية التي ورثها عن والده وخاصة ابن الفارض و البوصيري فقد كان كثيرا ما يسلك سلوكها بالوصف,ولكن للأسف فقد فقدت هذه القصائد ولم أستطع أن أجمع منها إلا بعض الأبيات المتناثرة فهذا بيت يصف فيه نبعة ماء
رقراقة كانوا يقصدونها ويشربون منها:
قبلتها ورشفت خمرة ريقها وضممتها وفعلت ما لا يذكر
وفي ثلاثة أبيات أخرى يخاطب على الأغلب نوعا من الطعام كان يحبه ويهيم به كثيرا ويقيم الاحتفالات وعلى الأغلب هي القشة والحفاتي والمقادم والسجقّات والرأس وأذكر أن الشاعر ذكر لي مناسبتها وهي دعوته لغداء على هذه الأكلة فقال :
يا حياتي أسعفيني إنني ذبت غـراما
لك في قلبي مكان يشبه البيت الحراما
فمتى تأتي لأحظى منك باللثـم المداما
يتقدم الشاعر لخطبة شقيقة صديقه وقريبه أحمد مصمص واسمها عائشة ولكنها كانت صغيرة في الثانية عشرة من عمرها ويتم نصيبه على شقيقتها مريم التي أنس بها حقا
وأحبها بينما يتزوج شقيقه أحمد موفق بشقيقتها عائشة وتتوثق أواصر المحبة والصداقة بينه وبين أحمد مصمص وكثرت زياراته للتل رغم أنه أقام مع زوجته الجديدة في دمشق,وكان
الكثير من أهل التل يحبون الأدب والشعر,فعرف به الكثير وأحبوه وحفظوا عنه الكثير من الأشعار وهذا ما ساعدني في جمع ما جمعته