أبو وليد المدير العام
عدد الرسائل : 15849 العمر : 42 مكان الإقامة : منتدى شاعر الأحاسيس السٌّمعَة : 41 نقاط : 24006 تاريخ التسجيل : 24/10/2007
| موضوع: صبحتها عند المساء صباحا الإثنين 10 ديسمبر 2007 - 5:05 | |
| وبالطبع فإن شاب في الخامسة والعشرين من عمره وقد أصبح أرملا لا بد أن يلفت انتباهه
الجنس الآخر ,وفعلا فإن هذه الحقبة من الشاعر كانت غنية في هذا المجال من الأحداث والشعر الذي كتبه فيها ,ولكن للأسف فكل ما وصل إلينا هو القليل النادر
قصة: كان الشاعر برفقة زملائه النحاتين وقد اصطفوا على نسق يعملون أمام المبنى الذي يحضرون حجارته وكانت نقرات المطارق والأزاميل تشكل في أصواتها المتداخلة رنينا وطنينايدوي في أرجاء المنطقة وقد اعتادت عليه آذان النحاتين وبينما كان الشاعر مستغرقا
في نحت حجر كان بيده إذا به ينتبه فجأة إلى سكون تام وصمت عم المكان فرفع رأسه عن الحجر ليستطلع الخبر فإذا فتاة هيفاء القامة شقراء اللون حوراء العينين تمر من أمامهم ببهاء يفتن النظر وقد أربك مشيتها مسحة من الخجل والحياء.
ذهبت الفتاة بطريقها ولكنها حتما ستعود لأنها تقطن في منزل قرب ورشة النحت ,فراح الحاضرون يتبادلون الإطراء والثناء وإبداء الإعجاب إلى أن وصل بهم المطاف إلى التحدي لمن يستطيع أن يكلمها ,ويقبل الشاعر التحدي وتكون قيمة الشرط (مجيدي) فينتظر الجميع عودتها بفارغ الصبر وما إن أطلت من آخر الطريق حتى سكتت الأصوات ونظر الجميع بترقب وانتظار إلى الشاعر وما سيكون من أمره معها عندما تمر من أمامه وفعلا قام بمخاطبتها قائلا{ اللهم صلي على النبي حولك وحوليكي} ولم يكن الرد كما توقع الجميع بل دهشوا جميعا عندما أجابته قائلة{حول عافيتك}.
وكسب الشاعر الرهان ولكنه لم يستطع كبح مشاعره فأنشد يقول:
صبحتها عند المسـاء صباحا قالت أجدٌّ..أم تريد مزاحـا
فأجبتها بل نور وجهك غرني حتى توهمت المساء صباحا
ثمّ التفت إلى رفاقه وقال كنت سأقول لها عندما تحديتموني:
كفّي جمالك عنّا إننا بشــرٌ من التراب وهذا الجسم نوراني
ويبدو أن حسن هذه الفتاة قد ترك في نفسه أثرا بالغا فبعد انتهاء العمل من ورشة النحت المذكورة ينتقل إلى ورشة أخرى بعيدة عن هذه فتبقى صورتها في مخيلته ويناجيها قائلا:
يا قاطعين حبال الوصل مذ رحلوا قطّعتموا بسيوف الهجر أوصالي
أما علمتـم فؤادي بعد فرقتكـم ما بين محترق بالنار أو صـالي
إن كان يوسف أوصى بالجمال لكم يعقوب والده بالحزن أوصـالي
| |
|