حبسه لدى الإنكليز

لقد كتب الشاعر في كافة المجالات ومختلف المناسبات وأحببت أن أدون أشعاره حسب تاريخها طمعا بأن يعيش القارئ حياة الشاعر وينتقل معه من حدث إلى حدث ومن زمن إلى زمن فالأشعار التي كتبت حتى الآن لا تزال بفترة الانتداب عدا النشيدين.

السجن والمعاناة والمكابدة أيام وجود الإنكليز في فلسطين: في هذه الفترة كان الشاعر لا يزال يعمل في مهنته الأولى وهي نحت الأحجار ,سافرالى فلسطين برفقة عدد من أقربائه النحاتين منهم أبو زهير الحافظ وأبو منير الحافظ وغيرهم

وكان كل واحد منهم يحمل على كتفه كيسا وضع فيه عدة النحت , وكانت فلسطين آنذاك تحت الانتداب الإنكليزي وسوريا تحت الانتداب الفرنسي , وقع الشاعر ورفاقه في قبضة الإنكليز ووضعوهم في السجن وهناك كتب الشاعر قصيدتين يقول بالأولى:

إن حكم الله فينا قد نفـد *** إذ كمشنا بين سعسع وصفد

عدة النحت على أكتافنا *** ظنه الغازون سيف فيه حد

أينما نسعى لرزق نلتقي*** أوجها غضبى وكربا وعقد

يا رفاقي قد وصلنا إنما *** لا لشغل بل لسجن و زرد

ويقول في الثانية:

يا نسمة الصبح سيري *** بما حواه ضميري

وعنـد أهلـي حلّـي *** على فراش الحرير

صبٌ تكبـد همــّا *** وما له من مجيـر

لم يلق أهـلا ومـالا **** سوى العزيز الغفور

قضـى الإله عذابي *** بالســجن والتكدير

والحبــس ست ليال *** لم ألق لي من سمير

ســوى بقاق وقمل ** فصرت في التحيير

يارب قـد قلـت حقا *** يفــوز كل صبـور

أرجـوك جنّـة خلـد *** ونشــوة من عبيـر

هنــاك أختال تيهـا *** إذ فيك تم ســروري

فقــوني لصــلاتي *** ورضنــي باليسـير

وحســن ظن وصدق*** ومســلكا لأمـوري