الكفرون.. قبلة السياح العرب والأجانب

الجنوبية الغربية لظهر الشقيف 618م، وظهر الشكاير 514م، والسفح الأوسط الغربي للظهر نفسه، وبشكل أقرب على السفوح الغربية والجنوبية والشرقية لرويسة الخنزير 450م، وتشرف من الجنوب الغربي على وادي الشيخ حسن، ومن الجنوب على وادي خربة الصوفي، والجنوب الشرقي على وادي نبع الشير، وتقع إلى الشمال الشرقي من صافيتا على بعد 16 كم منها، و3 كيلو مترات جنوب شرق بلدة مشتى الحلو. كما ترتبط بشبكة طرق واسعة تصلها بالمناطق كافة إلى صافيتا والساحل وحمص والداخل، ومع المناطق القريبة المجاورة: مصياف- جبل الحلو- منطقة الناصرة والوادي وطرابلس في لبنان. يطلُّ عليها من الغرب جبل السيدة 619 م. وهو جبل مخروطي بركاني قاعدته كلسية، تتربع على قمته قلعة وكنيسة قديمة شبه مندثرة تعود إلى العهد البيزنطي، وهي الآن مزار يؤمه المواطنون والمغتربون والسياح العرب والأجانب على تنوع ثقافاتهم جميعاً بلا استثناء، وتصل إلى قمته عبر طريق معبدة منارة بالكهرباء، والماء مؤمن فيها. أما من الجنوب فهناك جبل السايح المماثل بالارتفاع، وتغطي قمته الجميلة غابة صغيرة معمرة، فيها أيضاً مزار يؤمه المؤمنون، وتصل إليه طريق معبدة من قرية الدوير المجاورة، وتنفتح إلى الجنوب الغربي على وادي جميل، تجري فيه أنهار الشيخ حسن ونبع العروس ووادي العديدة دائم الجريان المغطى بأكمله بالأشجار الزراعية والغابية دائمة الخضرة.

العسل في الكفرون
تنتج المنطقة أطناناً من العسل. ويشكّل هذا الإنتاج دخلاً للكثير من العائلات، حيث يقوم النحالون بترحيل مناحلهم ضمن عدة محافظات حسب مواسم الزهور، فيبدؤون بالترحيل إلى الساحل السوري إلى حقول الحمضيات لإنتاج عسل الحمضيات ذي اللون الأصفر والغني بفيتامين (c)، وينصح به خاصة للأطفـــــــال أو لمعالجة الصدر. وبعد ذلك ينقل النحالون مناحلهم إلى مزارع حبة البركة (الحبة السوداء) أو الكزبرة حتى يحين موسم اليانسون في محافظة حماة (وخاصة منطقة الغاب).
كما يشكّل اليانسون الموسم الرئيس لإنتاج العسل، لأنَّ أزهاره غنية بالرحيق، وتنتج الخلية الجيدة منه من 10-20كغ. يوجد حقول شمره بين حقول اليانسون، وهي تعطي نكهة جيدة للعسل. وبعد موسم اليانسون، يرحّل بعض النحالين مناحلهم إلى مناطق الشوكيات (الأراضي المغطاة بالشوك)، ويكون إنتاج العسل منه كمية أقلّ من الأزهار الأخرى.
في أواخر تموز وبداية آب يكون قد حان موسم القطن والجيجان (الحلاب)، ويعدُّ عسل هذه الأزهار مفيداً جداً، لكن عسل القطن يتجمد في الدرجة (18)، فيصبح تسويقه غير مرغوب.. ما يضطر بعض النحالين لتسخينه (البسترة) لمنع تجمده. ومع نهاية هذا الموسم، يكون قد اقترب الشتاء، فيقوم النحالون بترحيل مناحلهم إلى مناطق يتجنَّبون فيها البرد والرياح كالساحل السوري مثلاً، أو أحراج عين عفان القريبة التي تبعد عن الكفرون نحو 8 كم. وهذه القرية تنتج غاباتها عسلاً (جبلياً) يعدُّ الأجود في سورية. لكن إنتاج الخلية منه قليل نحو (5 كغ). وهذا غير مربح اقتصادياً.

أبرز معالم الكفرون
- آثار تدمر الكفرونية: تضمُّ الكفرون أقدم البيوت، والتي يطلق عليها البعض اسم آثار تدمر الكفرونية، التي تقع في نقطة رائعة من الكفرون، وتعدُّ منظراً جذاباً لأغلب سياح الكفرون، وتعدُّ أيضاً من أهم ما يميّز الكفارين، فهذه البيوت تتميَّز بشكل بنائها، الذي يصعب بناء مثيل له الآن.
- جسر الكفرون: شيَّده الفرنسيون، ويُعدُّ من أشهـر ما يميّز الكفرون عن غيرها بمظهره القديم فوق نهر جميل، يقصده الناس للتمتع بمنظره والجلوس على ضفافه، من تحته مياه الذهب ومن فوقه ضوء الشمس الذي يتسلل بين أغصان أشجاره ليصل إليك مع نسمات الهواء المنعشة.
- سلاسل صخور الكفرون الشامخة: الصخور الشامخة بموقعها المألوف تعطي رونقاً عجيباً إلى منظر الكفرون في كلّ الاتجاهات، سهلاً ومرتفعاً، لذا كان اسمها الكفرون الصخرية.
- أما الصخرتان فهما صخرتان متلاحمتان تشكلان مغارة يفيض ظلها على مساحة كبيرة، فتحلو الجلسة بقربهما. هذا المنظر تشتهر به أكثر مناطق الكفرون والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى قربهما من النهر، فتطيب الجلسة بقربهما، ويصبح مكاناً لأكثر سياح الكفرون.
وعلى امتداد الكفرون، تنتشر المطاعم التي تقدِّم الأكل الأصيل والغربي، بالإضافة إلى الحفلات الموسيقية والراقصة. وتطلُّ هذه المطاعم جميعها على تلال الكفرون الساحرة، كما أنَّ عدداً منها ضمن فنادق فاخرة تحتوي على الخدمات كافة وسط الطبيعة الخلابة والهدوء الجميل، بينما ملاعب الأطفال والمقاهي تنتشر في أنحاء المنطقة كافة.
- ومن أبرز معالم الكفرون كنيسة الحارة: يعود تاريخ كنيسة الحارة إلى بداية القرن السادس عشر سنة (1505م)؛ حسب مخطوط سرياني كرشوني لأحد العبّاد الموارنة من دير مار جرجس على ضفة نهر الأبرش قرب قرية وادي المجاور، القائل: «أصعد لأقدم الذبيحة الإلهية في المغارة لهؤلاء الفلاحين المؤمنين على مذبح من الحجر الصوان الأسود داخل المغارة، وكان المصلون يأتون من كل النواحي. وبسبب العدد الكبير للمصلين، قمنا بنقل الحجارة لإقامة كنيسة على اسم العذراء»- هنا ينتهي المخطوط. ولم يتمّ العثور عن أيّ أثر تاريخي واضح عن هذه الكنيسة بعد ذلك التاريخ، إلاّ في «شرطونياط» أساقفة طرابلس الموارنة سنة 1795 مع المطران إغناطيو سالخازن ومع الخوري سركيس الحدشيتي تحريراً في 22/12/1795، الذي خدم مذبح كنيسة الحارة. وبعد هذا التاريخ، أخذت الكنيسة اسم سيدة الرباص، كما جاء في رسومات الكهنة للمطران بولس موسى (1826-1872