نوبلزنيوز - غزوان يوسف- اللاذقية:مصيف "كسب" السياحي واحد من أجمل المصايف الممتدة على شريط الساحل السوري،
حيث يقع في شمال اللاذقية على سفح جبل الأقرع المتاخم للحدود السورية
التركية، يرتفع عن سطح البحر 750م ضمن البلدة و900م في بعض المناطق، يبعد
عن البحر الأبيض المتوسط حوالي 7 كم في رأس البسيط، ولكسب بحرها الخاص في
قرية "السمراء" التي تبعد عنها 7كم، والمصيف يبعد عن اللاذقية حوالي 60 كم
وعن شاطئ البسيط 14 كم وعن الحدود التركية 5 كم، وهو من النوافذ السورية
الهامة على تركيا وأوروبا، حيث تبعد قرية "أوردو" التركية عن المعبر
الحدودي مسافة 3 كم فقط، وعن مدينة أنطاكية مسافة 50 كم، والطريق إلى كسب
دولي يشهد حركة سير وسياحة مستمرة صيفاً وشتاءً، ويعتبر من أجمل الطرق في
سورية، فهو يمر عبر الغابات ومروج الأزهار البرية وأشجار الزيتون والتفاح
وصولاً إلى غابات الفرنلق الرائعة التي تقام فيها المخيمات العديدة
وتستقبل الكثير من الرحلات السياحية الترفيهية، ويتبع لمصيف كسب قرى عديدة
"النبعين على مسافة 3 كم ـ الربوة 2كم ـ السمراء 3 كم ـ الصخرة 1 كم،
الطلال 1 كم" وعدة مزارع "عين الدلبة ـ الغزالة ـ الشجرة ـ النبع المر".
تبلغ مساحة البلدة 3000 هيكتار منها ألف
هكتار غابات حراجية غالبيتها من أشجار الصنوبر والغار، وعدد سكانها مع
القرى والمزارع 5303 نسمة شتاء وحوالي 50 ألف صيفاً، تحيط بها غابات كثيفة
من أشجار الصنوبر البري والحلبي ويعتمد سكانها على الزراعة فوق المدرجات
لإنتاج التفاح والعنب كما تشتهر بصناعة صابون الغار، والبلدة تضمُّ مجموعة
من الفنادق والشقق المفروشة والمقاصف والمقاهي والمطاعم، ويوجد فيها بلدية
ومركز ناحية ومستوصف ومركز هاتف ومركز كهرباء ووحدة مياه، ومدرسة ثانوية
وأربع مدارس للتعليم الأساسي وخمسة معسكرات للكشافة، وتشتهر البلدة بزراعة
التفاح بأنواعه الفاخرة، والدراق والكرمة، كما يوجد في البلدة برادات
للحفظ والتبريد والتصدير، وأهم الأشجار الحراجية الصنوبر والغار الذي يدخل
في صناعة الصابون على البارد ويصدر إلى العديد من الدول الآسيوية
والأوروبية مثل "اليابان وقبرص واليونان وفرنسا".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مناخها المعتدل صيفاً والبارد والمثلج
شتاءً، جمع بطبيعته الأم بين الساحل والجبل، بين دفء البحر والرمال
الذهبية الناعمة لشاطئ لا يعرف التلوث، وبين برودة الجبال المحيطة به، حيث
لا يستطيع الشتاء القارص أخذ هذا الجمال أو حتى السيطرة عليه، لاسيما
عندما يختلط بياض الثلج الناصع مع خضرة الغار الغامق.
كما تحتوي الغابات المنتشرة بمحيط القرية
كسب على جميع مكونات التنوع الحيوي التي تجمع بين المتعة والراحة
والاستجمام والاستمتاع بالنغم العذب الذي ينساب كشدو الطيور المتنقلة على
أشجار الربيع الباسقة، وفيها أماكن للسياحة الدينية حيث موقع السيدة
العذراء بقرية "أسكوران" الذي يقام فيه مهرجان العذراء السنوي في 15 آب
وعيد العنب، كما أنها تقع في حضن جبل الأقرع "كاسيوس" والذي يرتفع 1725م
عن سطح البحر وهي مدينة قديمة عثر فيها على خرائب تعود إلى ما قبل
الميلاد. ولقد تعرضت في أوائل القرن العشرين إلى حريق هائل أتى عليها،
وأعيد تجديدها بدءاً من عام 1910.
عدسة "نوبلز نيوز" كانت هناك لرصد تلك
المناظر الخلابة والتقت احد المصطافين هناك حيث قال السيد "محمد كنعان"
وهو زائر دائم يأتي إلى كسب باستمرار:"المنظر يدعك تنظر فقط وتمضي وقتك في
ملاحظة المعاني الجميلة التي تكتسبها المنطقة، المكان رائع وأنا آت إلى
هنا باستمرار بصحبة أصدقائي لقضاء بعض من الوقت ونشعر بحلاوة الصيف البارد
كما يقال عن كسب".
أما الشاب "نوار حيدر" فقال لـ"نوبلز نيوز
:"كسب من المناطق الرائعة وأنا شخصياً اعتبرها المكان رقم واحد من بين
المناطق السياحية، حيث الغابات والمناظر الفريدة تمنحك آمان ما تراه
ممتعاً حينما تعيشه، فالهواء النقي القادم من عبق الخضار المحيط شيء نحتاج
إليه نحن سكان المدينة المكتظة بعوامل التلوث ومصادر الضجيج".
ومن خارج سورية ومن الزوار الخليجين على وجه
الخصوص التقينا بالسيد "سامي محمد" تاجر من المدينة المنورة في المملكة
العربية السعودية، رد على أسئلتنا مبتسماً ليقول:"سورية بلد سياحي من
الطراز الأول، حيث ترى فيها كل ما تريد، البحر والجبل والسهل متمثلاً
باللاذقية، وكل ما فيها جميل، وناسها بذلوا الكثير من أجل إظهار بلدهم
بالمظهر الراقي لتتكون للجميع عن هذا البلد الكريم فكرة أظن بأن الجميع قد
فهمها وعاشها"، وتابع "السيد محمد" قائلاً:"لابد للجميع الذين قدموا إلى
سورية أن ينقلوا ما شاهدوه من كرم الاستقبال ومدى ترحيب وتقدير الشعب
السوري بالسائح العربي الخليجي والسعودي على وجه الخصوص، وأنا شخصياً
استوقفتني العديد من المواقف التي صادفتني في بعض الأحيان على أطراف
الطرقات من خلال تقديم القهوة ترحيباً بنا بكل مظاهر الفرح والكرم".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فيما قال السيد "صالح محمد" مدرس وأخ للسيد
"سامي محمد" قدم مع عائلته إلى سورية ضمن برنامج قدم تفاصيله لموقع "نوبلز
نيوز" حيث قال:"الفكرة في القدوم إلى سورية كانت منذ زمن ونحن نفكر في
القدوم إليها لما نلقاه فيها من حسن استقبال ومعاملة حسنة تستحق الذكر،
وعلى هذا قررنا أن نأتي إليها، فوضعنا برنامج زيارة كامل سيشمل المقامات
الدينية والآثار والأسواق السورية القديمة والأماكن الاصطيافية المميزة
بالإضافة إلى التعرف الكامل على الطعام السوري الشهي الذي يطرح نفسه
كثيراً على حيز ممتاز من السمعة المميزة في الخليج عبر أبناء سورية
العاملين والمقيمين هناك"، وأشار "السيد صالح" إلى حجم التكاليف التي
ازدادت على موسم السياحة ومخصصات كل فرد لها، وذلك نتيجة ارتفاع شمل
العالم بأثره، وليس فقط في سورية، إلى انه عقب في حديثه ليقول:"ما يجذبنا
للقدوم إلى هنا، والتفكير ببدأ التحضير والنية في المجئ إليها في العام
القادم من الآن، هو شعور نابع من مدى تقبل السوري الكريم لضيفه وحسن
المعاملة التي تفرض أثرها على ساحة الموقف وسلوكياته، فالشعب السوري متفهم
جداً ومثقف ومتطور، حيث أن سورية وبخطى سريعة تزداد عمراناً وازدهاراً
يوماً بعد يوم".
في حين كان للإخوة العمانيين رأي شبيه
بسابقه من الآراء المأخوذة من السعوديين فقال الشاب "سليمان الوائلي" وهو
خريج جامعي حيث قال:"جئت إلى سورية لأني سمعت كثيراً عنها وعن جمال
تضاريسها وكرم أهلها وحسن استقبالهم وضيافتهم، وخصوصاً أهل اللاذقية حيث
وصلت لي صورة نظيفة وممتعة عنها تحضني مع أصدقائي الراغبين زيارة سورية
إلى زيارتها والتمتع بمنظر بحرها وجبالها، بالإضافة إلى تذوق مأكولاتها
الشهية والتي تعتمد على العمل والتحضير اليدوي كالفطاير والمحاشي
بأنواعها، وخبز التنور....."، وتابع "الوائلي" حديثه ليقول:"كان ينقص
اللاذقية هذه المدينة الجميلة بعض من وسائل مساعدة السائح القادم مثلي
لأول مرة لزيارتها، كدليل أماكن ومناطق ملحق صور تغري السائح وتحضه على
الزيارة، وبالتالي تكون هذه الخطوة استكمال جيد لدور وسائل الإعلام السوري
التي لم تقصر أبداً في هذه الأمور ومتابعتها".
تلك البقاع الخضراء الواسعة تنتظر من المسؤولين والقائمين على معرفة ما
فيها، بعض الرعاية والمراقبة لأسواقها التي لا طالما يستغلها بعض أصحاب
النفوس الضعيفة ولا سيما في موسم السياحة الذي تعيشه المنطقة هذه الأيام،
فهناك الكثير من المشاريع التي تساهم في إغراق المكان وجباله بالزوار
والسياح، اللذين يرون المتميز هنا والممكن أيضاً ولو للبعض أيضاً موجود