"ميناء اللاذقية"... ميناء طبيعي ونقطة اتصال مع دول المتوسط

لا يبدأ الميناء إلا من
حيث ينتهي، ربما قال هذه العبارة "الشيخ همنغواي"، أما الرجل الشجاع الذي
رسم نهايته عليه "حنا مينا"، فقال: «إنّ الميناء مكان ثالث لا بحر ولا
يابسة».


فميناء "اللاذقية" المعني بكلمات هذا الكاتب الأخير، هو ميناء طبيعي عرف
منذ أقدم العصور، ازدهر في عهود الفينيقيين واليونان والرومان، وتقلصت
أهميته في عهود المماليك والعثمانيين، وكان حوض الميناء حتى عام 1925
صغيراً دون أرصفة، حيث أنشِئ الرصيف الشمالي عام 1931 وتلاه الرصيف
الجنوبي.

ونظراً لأهمية الموقع الجغرافي والاستراتيجي الذي تحتله سورية فقد أعطت
هذه الأهمية لمرفأ "اللاذقية" دوراً رئيسياً متميزاً شكلت منه جسر عبورٍ
بين أوروبة والشرق وتركت آثارها الإيجابية على الشاطئ الغربي للبحر
المتوسط.

إن التطور في مجال النقل البحري وازدياد حجم التبادل التجاري بين الدول
والتطور الحاصل في عمل المرافئ وازدياد حركة المنافسة دفع إلى البحث
لإيجاد السبل الكفيلة لتحديث وتطوير وسائل تناول البضائع من السفن وإليها
لرفع مستوى الخدمات التي تقدمها بما يضمن المحافظة على أمنها وسلامتها
وسرعة تفريغها والتعامل معها. ولمواكبة أساليب النقل البحري الحديثة
وتطوير أساليب التعامل


مع هذا الواقع المستجد، والآفاق المستقبلية لسياسة الدولة العامة الداعمة
للاقتصاد الوطني وذلك من خلال الخطط الاستثمارية التي تمّ وضعها.

يقول الأستاذ "جمال حيدر" مدير آثار "اللاذقية" في حديثه لموقع eLatakia
عن مرفأ "اللاذقية" وأهميته: «مرفأ "اللاذقية" يرجع تاريخه إلى عصر
(راميتا) "اللاذقية" قديماً التي عاصرت فترة ازدهار "أوغاريت" خلال عصر
البرونز الحديث مابين 1600 و1200ق.م، وهو عبارة عن حوض صغير ذي حماية
طبيعة من أمواج البحر، وقد نشط هذا المرفأ كثيراً، وكان يشكل نقطة الاتصال
مابين "اللاذقية" ودول عالم البحر المتوسط شرقه وغربه، وكانت السفن تنطلق
منه محمّلة بالبضائع التي تشتهر "اللاذقية" بها وهي الزيوت والحبوب
والمنسوجات».

ويتابع الأستاذ "حيدر": «تشير المصادر التاريخية إلى أنه خلال العصور
الكلاسيكية كان يصدر منه النبيذ الفاخر إلى موانئ الإسكندرية، كما اختار
الصيادون والبحارة هذا الميناء لسكنهم ولمركبهم الشراعية وذات المجاذيف».

في حين يقول الباحث


في تاريخ "اللاذقية" وأوابدها، الأستاذ "ياسر صاري": «شهد مرفأ "اللاذقية"
رغم بساطته المعمارية وحتى الخدمية والتجهيزية خلال القرن العشرين أعمال
تطوير هامة شملت توسيع الحوض والأرصفة وإشادة مكاسر للأمواج ومستودعات
وخزانات للحبوب وبرادات ومباني إدارية وغيرها من المرافق الواضحة للعلن
وللناظر إلى الميناء من "اللاذقية" وشوارعها، وهناك أوابد تاريخية داخل
المرفأ كالمسجد القديم والبرجين اللذين كانا مسند حجز لمدخل المرفأ كبوابة
دخول وخروج، وقد أنهدم جزء كبير منها».

والجدير بالذكر أنه حالياً، هناك مرافق خدمية تابعة لميناء "اللاذقية" تبدأ بـالبنية التحتية للمرفأ والتي هي:

- المكسر الرئيسي بطول 3166م.

- مساحة الحوض المائي 135 هكتار.

- حماية شاطئية 1500م.

- أرصفة بعدد 23 وطول 4280 م، وغاطس يتراوح بين 3.5 و 13.3م.

- غاطس قناة الدخول 14.5م.

- المساحة البرية 150 هكتار.

- خطوط السكك الحديدية بطول


34 كم.

- مزلقان باستطاعة 900 طن.

- رصيف لسفن الـ RORO.

أمّا المرافق المتخصصة بالميناء فهي:

- صوامع الحبوب سعة 35000طن.

- مستودع التبريد 1500طن.

- محطة التوليد: ثلاث مجموعات توليد (5.5 ك.ف) باستطاعة (2.5 م.ف.ا).

أماكن الإيداع الحالية:

- ساحات إيداع مكشوفة عدد 14 بمساحة 50 هكتاراً.

- مستودعات مغلقة عدد 23 بمساحة 12.8 هكتاراً.

- صومعة حبوب سعة 35000 طن.

مشكوووور ابو الوليد معلومات لا اعرفها من قبل