السكّري والدهون أمراضٌ "لئيمة" تتلفُ الشرايين بصمت

هو ما يصحّ القول فيه إنه "السرطان الثاني" الذي يجتاح البشريّة ويخترق أبـــدان ناسها بصمتٍ.






لم يعد خــافــيً ــا على أحــد أنّ السكري بات مرض العصر "الــلــئــيــم" الــــذي يصيب الكبار والــصــغــار، لينضمّ الى "زملائه" من الأمراض الناجمة عن الغدد بنوعيها: الــصــمــاﺀ وغــيــر الــصــمّــاﺀ.

للإحاطة أكــثــر بتفاصيل الأمراض الناتجة من هذه الــغــدد ووســائــل علاجها والوقاية منها كان اللقاﺀ مع الدكتور أكرم اشتي: بداية، السكري هو ارتفاع نسبة السكر في الدم عن المعدّل الطبيعي نــاجــم عـــن ضــعــف فـــي عــمــل غـــدّة البنكرياس، وهذا الضعف يولد نتيجة نقص كليّ او جزئي في إفراز هورمون الأنسولين من غدّة البنكرياس او حتى نقص في فاعلية هذا الهرمون. ينجم التضخّم هو أكثر الأمراض التي تصيب الغدّة الدَرقيّة مرض السكري عن تضافر مجموعة من العوامل أبرزها اجتماع استعدادٍ وراثي مع خلل في الجهاز المناعي يؤدي الى تلف خلايا البنكرياس فيظهر النوع الأول من السكري. أمّــا النوع الثاني فتدخل ضمن أسباب ظهوره زيادة الممانعة لهورمون الأنسولين ولفاعليته وتترافق هذه الممانعة مع زيادة الوزن، بحيث تعطّل البدانة عمل الأنسولين ناهيك عن بعض العوامل البيئيّة والوراثية.

يمكن تقسيم المرض الى قسمين: الــنــوع الأول هــو ذاك الــذي يصيب المرضى دون سنّ الـ 30 عامً ا وهؤلاﺀ يعانون نقصً اكليً افي مادّة الأنسولين.

أما النوع الثاني - وهو الأكثر شيوعً ا- فيصيب البالغين في العمر أي ما فوق 35 عامً ا وهــؤلاﺀ الأشخاص يعانون نقصً ا جزئيّا في هورمون الأنسولين أو في فاعليته، وهذا النوع يكمن علاجه إما في الحمية الغذائيّة وإما في حمية مترافقة مع علاج بالأدوية.

هناك نوعان من الغدد في الجسم صمّاﺀ وغير صمّاﺀ. أمّا الغدّة الدرقية فهي إحدى الغدد الصمّاﺀ التي تنتشر لدى النساﺀ أكثر من الرجال. هي غدّة موجودة في منطقة الرقبة وتتكوّن من جزأين أيمن وأيسر وتفرز هورمونين ولها وظائف عدّة في تنظيم عملية الاستقلاب لمختلف خلايا الجسم ودور في عمليّة النمو. وهناك أمراضٌ عدّة تصيب هذه الغدّة أكثرها شيوعً ا التضخّم أي الزيادة في حجمها رغم انتظام إفراز هورمون الغدّة الدَرقيّة.

هـــي إحــــدى الــــدراســــات الــتــي نُشِرت حول هذا الموضوع ولكن من المبكر جدً ا اعتمادها كقاعدة ثابتة وتعميمها والتعامل معها على هذا الأســاس. طبعًا إنّ عــدم الاتــزان في كلّ شيﺀ يــؤدي الى حــدوث الكثير من الأمــراض، والنوم بكميّاتٍ قليلة يــؤدّي الــى تغيّرات في الجسم قد تكون وراﺀ ظهور جملةٍ من الأمراض ومنها السكري.

كــلّ الــمــواد الــتــي تحتوي على دهــون مشبّعة والتي تــؤدّي لاحقا الـــى زيــــادة فــي الــــوزن كالحلويات والمأكولات الدسمة الدهنيّة. وتترك هذه المأكولات ترسّبات في الأوعية الدمويّة وتؤدّي الى تصلّب الشرايين وحدوث مضاعفاتٍ لاحقة من ذبحات قلبيّة أو جلطاتٍ دماغيّة. هذه الدهون هي نوع من أمراض "لئيمة" وساكتة تــؤدّي الى تلف الشرايين والأوعية الــدمــويّــة بــصــورة بطيئة ومستمرّة وصامتة، ولا يشعر المريض بالعوارض إلاّ بعد تطوّرها. ومن هنا تكمن أهميّة الوقاية منها من خلال النظم الغذائيّة السليمة والرياضة البدنيّة التي تحول دون ترسّب المواد الدهنيّة في الجسم وخصوصًا في منطقة البطن.

الحكم ليس مطلقاً ولكن نسبة الإصابة ترتفع لدى البدناﺀ. كما أنّ النحفاﺀ هم أيضً ا عرضة لاكتساب المرض كونه يأتي في أحيانٍ كثيرة بسبب تضافر عوامل عــدّة كالوراثة وخلل في بعض المواد المساعدة على حرق الدهون في الدم.

٪١٤ نسبة الإصابة بالسكّري في لبنان عند البالغين من خلال اتباع نظام الغذاﺀ الصحّي السليم والــمــواظــبــة على ممارسة الرياضة والعمل على الحفاظ على الــوزن ضمن معدّلاته الطبيعيّة. لا يكمن العلاج في الامتناع عن الأكل بل في اعتماد نظام غذائي سليم يقوم على مبدأي الاعتدال والتنوّع وتناول 3 وجبات يوميّة.

عالميّا هناك نحو 280 مليون مصاب النسبة الأكبر منهم من النوع الثاني، ومــن المتوقع أن تصل الى 400 مليون خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة. أمّا أسباب الزيادة فمردّها الى تغيّر نمط الحياة اليومية للأشخاص من خلال مجالين أولهما تــبــدّل النمط الغذائي مــن الطعام الصحّي الى نمطٍ غذائيّ غير صحّي يعتمد على الوجبات السريعة الغنيّة بالدهون المشبّعة والسعرات الحراريّة العالية وكلّ ذلك مرفق بالإقلال من الحركة البدنيّة والرياضة. أمّا محليً ا فتتراوح نسبة الإصابة بالمرض ما بين 13 و14 % عند البالغين.


غسل الكلى ليس علاجً ا للسكري بل لعجز الكلية. عندما يبدأ المريض بغسل الكلية يتوقف عن استخدام الأقراص المهبّطة للسكر في الدم وأحيانً ا كثيرة يتوقف عن استخدام الأنسولين. لذا إذا كان غسل الكلية ناجما عن مرض السكري فهو غسل دائمٌ والحلّ إما بزرع الكلية وإمّا بالغسل مدى الحياة.

يمكن استخدامه وهو من المواد المحليّة التي لا تؤدّي الى رفع مستوى السكري او أيّ مضاعفات.

اليوم بسبب تطوّر العلاجات تقلّص احتمال اللجوﺀ الى الجراحة. في حال لم تتمّ متابعة الغدّة بشكل منتظم قد تتضخّم مجددً ا وتتطلّب عمليّة جراحيّة أخرى. لذا يمكن تجنّب اللجوﺀ الى جراحة أخرى من خلال المتابعة.

السكري مرضٌ مزمن، ورغم أهميّة الصوم كفريضة دينيّة، إلاّ أنّ مرض السكري كما باقي الأمراض المزمنة يفرض على المريض مراجعة طبيبه قبل شهر رمضان لمعرفة ما إذا كان يجوز أن يصوم ناهيك عن إعطائه الإرشادات اللازمة في حال أراد أن يصوم تلافيً ا لحدوث أيّ مضاعفات.

ليست هناك دراسات علميّة حول هذا الموضوع ولا أستطيع أن أبدي رأيًا علميً ا فيه.




albalad
_________

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين

مشكور شبح