أكدت مصادر إعلامية عبرية أن سوريا هي كلمة السر في التدهور الحاد الذي شهدنه العلاقات بين تركيا و إسرائيل ، وأن دمشق هي الرابح الأكبر من هذه الأزمة. وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية في سياق تقرير لها إن التغير الأخير الذي طرأ على السياسة التركية حيال إسرائيل ما هو إلا نتاج عملية تقارب سوري من تركيا, وأن هذا الأمر قد بدأ منذ فترة في غفلة من إسرائيل التي سقطت في الفخ الذي نصبه لها الرئيس بشار الأسد.
وأضاف شاي اتياس الخبير الاستراتيجي بالقناة الإسرائيلية أن إسرائيل فشلت فى منع تعاظم قوة سوريا خلال السنوات الأخيرة، وأن علاقاتها على المستوى الدولي تحسنت عن ذي قبل مشيراً إلى أن الرئيس الأسد، نجح في خوض حرب نفسية ودبلوماسية ناجعة ضد إسرائيل طوال السنوات الخمس الأخيرة.
واعترف الخبير الصهيوني بأن الرئيس الأسد وعبر خطة دبلوماسية سرية وذكية نجح في إحداث تقارب بين بلاده وتركيا , وكان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لـ إسرائيل نظراً لمكانة أنقره في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن تنامي العلاقات السورية – التركية جاء على ثلاث مراحل متتابعة, أول مرحلة منها بدأت في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك عام 2001 وذلك بعدما رفضت الحكومة التركية السماح للقوات الأمريكية باستخدام أراضيها كمعبر في طريقها للعراق وفي حينه بدأ التقارب بين أنقرة والدول المتطرفة في العالم العربي, على حد زعمه.
أما المرحلة الثانية فكانت عند قيام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال وقائع منتدي دافوس العالمي بالإدلاء بتصريحات خلال مناظرة بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وهاجم فيها تل أبيب بشدة بسبب قتلها الأبرياء, خلال العدوان على قطاع غزة. ولم يخش أردوغان في حينه من أي تبعات لما فعله.
ثم كانت المرحلة الثالثة بعد اندلاع ثورة من الغضب العارم داخل تركيا ضد "إسرائيل" ومطالبة الجماهير بفرض حصار اقتصادي عليها وهو ما دفع بالحكومة التركية في أيار الماضي للإعلان عن إلغاء عدد من الصفقات الأمنية التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات احتجاجا على الحرب "الإسرائيلية" على غزة.
وأنهى الخبير بالتلفزيون الإسرائيلي تقريره بالقول على أن هناك حالة استغراب ودهشة في إسرائيل من نجاح سوريا في التحول من دولة "معزولة" إلى مركز ثقل في الشرق الأوسط