بدا الأول من إبريل/نيسان الماضي، للورا غيراغتي، كأي يوم آخر، استقبلته بأداء مهامها كسائقة حافلة مدرسية لطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى فاجأتها سكتة قلبية.
وقالت ممرضة المدرسة، التي قامت بإنعاش غيرافيتي في انتظار وصول الإسعاف، إن قلبها توقف تماماً عن الخفقان رغم محاولاتها اليائسة ولإنعاشها.
واسترجعت غيرافتي لحظات "وفاتها" قائلة إن جسمها خمد تماما، وشاهدته وهي تطفو بعيداً عن جسدها الخائر.
وأضافت: "طفيت بعيداً عن جسدي، جسمي كان في مكانه لكني بدأت أطفو بعيداً، نظرت للخلف وكان هناك."
وقالت إنها شاهدت في تلك اللحظة والدتها وزوجها السابق المتوفين: "كان هناك سكون تام.. المكان مضيء وجميل.. أتذكر مشاعر انتابتني كتلك التي تغمر المرء عند مشاهدة شخص عزيز لم يره من فترة.. أردت احتضانهم.. أتذكر جديداً محاولاتي لملامسة زوجي، لكنه رفض الإمساك بيدي، وطفا ووالدتي بعيداً عني."
وتابعت وصف تلك اللحظات: "بعدها شعرت بقوى هائلة وطاغية، عندما حدث ذلك كانت هناك صور ابني وابنتي وحفيدتي.. سطعت تلك الصور في ذهني في كل لحظة حتى عدت للحياة مجدداً."
وعادت غيراغتي من تجربة "مشارفة الموت" أو "العودة من الموت" تلك التي يمر بها بعض من تعرضوا لسكتة قلبية.
وخاضت الجدة التجربة في 57 دقيقة توقف فيها النبض، والأوكسجين والدورة الدموية تماماً، أنعشت 21 مرة قبيل أن تعود لـ"الحياة" مجدداً.
وتقول "مؤسسة تجارب الإشراف على الموت" إن نحو 800 تجربة كهذه تحدث يومياً في الولايات المتحدة.
ومن الناحية العلمية، يرى د. كيفن نيسلون، أخصائي علم الأعصاب والدارس لتجارب "مشارفة الموت أن التجربة ليست محض تخيلات، ويكمن تفسيرها في المخ.
وأضاف نيسلون: "هي تجارب حقيقية، يمر بها المرء أثناء محنة طبية أو عند التعرض للخطر.. للبشر الكثير من الانعكاس اللاإرادي، تساعد في بقائنا على قيد الحياة.. إنها تدخل في سياق ردة فعل "المكافحة أو الهروب التي تنتابنا لدى الخطر."
ويعتقد العالم أن "المكافحة أو الهروب" هي جزء من ميكانيكية الحلم، وأن الشخص الذي يمر بتلك التجربة يدخل حالة "حركة العين السريعة التي ترافق مشاهدة الأحلام.
وأردف: "جزء من ردة فعل (المكافحة أو الهروب) يتضمن الانتقال إلى حالة حركة العين السريعة، حيث يتزايد نشاط الدماغ والتحفيز البصري، مما ينجم عنها مشاهدة أحلام."
أما عن النور الساطع، الذي يتحدث عنه معظم من مروا بتجارب "العودة من الموت" قال نيسلون "إن تنشيط النظام البصري الذي تتسبب به "حركة العين السريعة" يفرز الأضواء الساطعة."
وفيما يتعلق بتجربة المرور بنفق مظلم، يقول العلم إنها حالة تنجم عن توقف تدفق الدم إلى العين، يشرح قائلاً "شبكية العين أكثر الأجزاء الحساسة في العين التي تتأثر بوقف تدفق الدم، فحينما يحدث ذلك، يفشل النظر، وتصاب بالعتمة من المحيط الخارجي وحتى مركز العين، وهذا قد يولد تأثير النفق المظلم.
وترفض غيراغتي تلك النظريات العلمية بالتأكيد: "حتماً انتقلت إلى مكان آخر.. أدرك تماماً بأنني ذهبت إلى عالم آخر."
ويوافقها بوب شرايفر، مؤسس "جمعية السكتة القلبية المفاجئة" قائلاً: "كيف يعقل أن يحلم الكثيرون بنفس الحلم؟ كيف يعقل ذلك وقد مر بتلك التجارب مئات الآلاف من الأشخاص، كيف نحلم جميعناً نفس الحلم ونصف ذات الأشياء."