اعتبر باحثون أميركيون أن عظام الفك لإنسان كهوف عاش فيما يعرف الآن برومانيا هي أقدم حفرية للإنسان الحديث الأول يتم العثور عليها في أوروبا.
وقال أريك ترينكاوس من جامعة واشنطن في سانت لويس والذي قاد الدراسة إن عظام الفك التي عثر عليها في جبال كارباثيان جنوب غرب رومانيا تعود إلى ما بين 34 ألف و36 ألف عام مضت.
وأشار ترينكاوس وزملاؤه في تقرير نشرته دورية وقائع الأكاديمية القومية للعلوم إلى أن هذا الكشف يجعله" أقدم نوع معروف للإنسان الحديث الأول في أوروبا ويسلط الأضواء على ظهور وتطور هذا الإنسان في جنوب غرب العالم القديم".
وقال ترينكاوس وهو خبير كبير بدراسة الإنسان القديم إن "عظام الفك هي أقدم حفرية معروفة مباشرة للإنسان الحديث". وأضاف قائلا "بنظرة شاملة فإن هذه العظام تمثل أول دليل يوثق بصورة آمنة كيف بدأ الإنسان الحديث عندما انتشر في أوروبا. ورغم أننا نطلق عليه صفة الإنسان الحديث فإنه لم يكن حديثا بالمعنى التام الذي يدور في ذهننا عن البشر الأحياء".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومضى الباحث يقول "كان البشر في تلك الحقبة شديدي القذارة ورائحتهم كريهة. وكانت ملامح الوجه الأساسية لديهم تشبه ملامحنا لكنها تختلف من عند الوجنتين إلى أسفل في أنها كانت تبدو ضخمة جدا". وعثر على هذه العظام العام الماضي في منطقة بستيرا كيو أواسي والتي يعني اسمها "كهف العظام".
وتشبه عظام الفك تلك العظام التي عثر عليها للإنسان الحديث الأول في أفريقيا والشرق الأوسط وفيما بعد في أوروبا. لكن ترينكاوس قال إن الضروس كبيرة بشكل غير عادي والنسب بينها تجعلها تبدو مختلفة وتكاد تشبه ضروس الإنسان النياندرتالي الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى وادي النياندرتال بألمانيا حيث عثر على بقايا هيكل عظمي له.
وترينكاوس من أكبر مؤيدي النظرية المثيرة للجدل القائلة بحدوث تزاوج إلى حد ما بين الإنسان الحديث الأول والإنسان النياندرتالي. وعاش هذان النوعان للجنس البشري جنبا إلى جنب في أوروبا لآلاف السنين، وتشير أدلة إلى حدوث نوع من التجارة أو أشكال أخرى للاتصال بينهما. وقال ترينكاوس "تشير عينات إلى حدوث تغييرات واضحة في الهيكل العظمي البشري منذ ذلك الحين".
سوريا ستار