البداية

البداية
درس في مدرسة والده في التل وكان مجتهدا تعلم اللغة الفرنسية وبرع فيها حتى أنه ألقى خطبة باللغة الفرنسية نيابة عن تلاميذ المدرسة عندما زارها الجنرال غورو وكان كثيرا ما ينوب عن المدرسين في مدرسة والده لضبط الصفوف أثناء غياب المدرسين كما يسمونه اليوم (العريف).
عندما استشهد والده عام /1926/م كان عمره ستة عشر عاما , وانقسمت أسرة الشيخ مسلم إلى قسمين الأول مع زوجته آمنة الجمول في كنف إخوتها وأهلها بيت الجمّول بالتل والثاني مع زوجته زكية الحافظ التي نزلت إلى دمشق لتعيش في كنف إخوتها بيت الحافظ
الذين قدّموا لها بيتا وسط أملاكهم حيث كانوا يملكون قطعة أرض كبيرة في المزرعة.
لم يغب عن ذهن زكية الحافظ وولدها عبد الحليم ما كان لزوجها الشيخ مسلّم من باع في مجال التعليم , وهي المتعلمة والمثقفة والشاعرة فأنشأت بمساعدة شقيقها الشيخ عبد الحفيظ الحافظ ما كان يسمّى بالكتّاب وعينت ولدها عبد الحليم مدرّسا وكانت هي (الخجا) ولم تعرف بغير هذا الاسم طول حياتها حتى بيتها أصبح اسمه بيت الخجا والحارة حارة الخجا أما شاعرنا عبد الحليم فكان قد تزوج من زوجته الأولى آمنة سنجاب في حياة والده وهي أكبر منه بعام واحد وكان عمره أربعة عشر عاما.لم يعرف عنه أنه كتب الشعر في هذه الفترة حيث كان أول ما كتب من الشعر إثر استشهاد والده ولم يعرف بالتحديد التاريخ الذي كتب فيه هذه القصيدة إلا أن كلماتها تؤكد أنها ثورة عارمة على المحتل الفرنسي
ما بعد معركة ميسلون ونضال سورية ضد الفرنسيين
يا بني الأوطان هبوا ** داعي الإيمــان لبوا
وفرنسـا أخرجـوها ** ما لها في الشام درب
ليس يرضى بهـوان *** من له عقــل ولـب
تربة الأوطان تسـمو *** دونهــا روح وقـلب
كم من الأبطـال فيها *** هم على العز تربــوا
ثورة قد أعلنـــوها *** وعلى الأعداء حـرب
بـدم رووا ثـراهـا *** رفضـوا للنور يخبـو